استدلّ بذيل كلام الشيخ على أنّ كلَّ من روى علي بن الحسن الطاطري عنه فهو ثقة ، لأنّ الشيخ شهد على أنّه روى كتبه عن الرجال الموثوق بهم وبروايتهم.
يلاحظ عليه : أنّ غاية ما يستفاد من هذه العبارة أنّ الطاطري لا يروي في كتبه إلاّ عن ثقة ، وأمّا أنّه لا يروي مطلقاً إلاّ عن ثقة فلا يدلّ عليه.
وعلى ذلك كلّما بدأ الشيخ سند الحديث باسم الطاطري ، فهو دليل على أنّ الرواية مأخوذة من كتبه الفقهية ، فعندئذ فالسند صحيح إلى آخره ، وهذا غير القول بأنّه لا يروي إلاّ عن ثقة ، حتّى يحكم بصحّة كلّ سند وقع فيه الطاطري إلى أن ينتهي إلى المعصوم ، على أنّه من المحتمل أن يكون كلام الشيخ محمولاً على الغالب ، حيث لاحظ كتابه واطمأنّ بوثاقة كثير من رواة كتابه ، فقال في حقّه ما قال ، واللّه العالم.
نعم هذه التوثيقات في حقّ هؤلاء الرجال ، قرائن ظنيّة على وثاقة كلّ من يروون عنه ولو انضمّت إليه القرائن الأُخر ، ربّما حصل الاطمئنان على وثاقة المروي عنه.
إنّ لأبي العباس أحمد بن علي المعروف بالنجاشي ( ٣٧٢ ـ ٤٥٠ هـ ) مؤلّف أحد الأُصول الرجالية ، مشايخ معروفين بالوثاقة ، نشير إليهم ويظهر من كلماته انّه لا ينقل إلاّ عن مشايخه الثقات ، وإليك نماذج من كلماته :
١. قال في ترجمة أحمد بن محمد بن عياش الجوهري ( المتوفّى عام ٤٠١ هـ ) : « كان سمع الحديث فأكثر واضطرب في آخر عمره » ؛ وذكر مصنفاته ، ثمّ قال :