بين الحسن بن علي وبين معاوية. قال له معاوية : قم فاخطب الناس واذكر ما كنت فيه. فقام الحسن ، فخطب. فقال «الحمد لله الذي هدى بنا أولكم ، وحقن بنا دماء آخركم. ألا إن أكيس الكيس التقى ، أعجز العجز الفجور. وإن هذا الأمر الذي الختلف فيه أنا ومعاوية. إما أن يكون كان أحق به مني ، وإما أن يكون حقي ، فتركته لله ولصلاح أمة محمد صلىاللهعليهوسلم وحقن دمائهم. قال : ثم التفت إلى معاوية فقال : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين».
ثم نزل فقال عمرو لمعاوية : ما أردت إلا هذا.
ومات الحسن ، رضى الله عنه ، مسموما (١). يقال إن أمرأته «جعدة» بنت الأشعث بن قيس سمته. دس إليها معاوية أن تمسه. فإذا مات أعطاها أربعين ألفا ، وزوجها من يزيد. فلما مات الحسن وفى لها بالمال وقال لها : ... حاجة هذا ما صنعت بابن فاطمة ، فكيف تصنع بابن معاوية؟ فخسرت وما ربحت. وهذا أمر لا يعلمه إلا الله ، ويحاشى معاوية منه. وقيل : إن يزيد دس إلى جعدة بذلك. وقد ذكر الخبرين أصحاب التواريخ.
وحدث قاسم بن اصبغ البياني قال : نا عبد الله بن روح نا عثمان بن عمر بن فارس قال : نا ابن عون ، عن عمير بن اسحاق قال : كنا عند الحسن بن علي فدخل المخرج المخرج ثم خرج فقال : سقيت السم مرارا ، وما سقيت مثل هذه المرة. ولقد
__________________
(١) انظر تفصيل موته في «المختصر في أخبار البشر : ١ / ١٨٢» وفي تجارب السلف : ٥٢.