والواقِع انّ الجُمعة انَّما عُدّت عيداً من الأعياد الأربعة لما سيتفق فيها مِن ظهور الحجّة عليهالسلام وتطهيره الاَرض من أدران الشّرك والكفر واقذار المعاصي والذنوب ومن الجبابرة والملحدين والكفّار والمنافقين ، فتقر عيُون الخاصّة مِن المؤمنين وتسرّ أفئدتهم باظهاره كلمة الحق ، واعلاِ الدِّين وشرائع الايمان ، وأَشرَقَت الاَرض بِنورِ رَبِّها.
وينبغي في هذا اليَوم ان يدعى بالصلاة الكبيرة ، ويدعى أيضاً بما أمر الرِّضا عليهالسلام بان يدعى به لصاحب الامر عليهالسلام : اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ. الدُّعاء (١). وسيأتي هذا الدُّعاء في باب الزّيارات في نهاية أعمال السرداب. وأن يدعى أيضاً بما أملاه الشَّيخ أبو عمرو والعمروي (قدّس الله رُوحه) على أبي علي بن همام ، وقال : ليُدعى به في غيبة القائم من آل مُحَمَّد عَلَيهِ وعَلَيهم السَّلام ، هو دعاء طويل كتلك الصلاة ، ووجيزتنا هذه لا تسعها (٢) ، فاطلبهما من مصباح المتهجد وجمال الأسبوع (٣).
وينبغي ان لانهمل ذِكر الصلاة المنسوبة إلى أبي الحَسَنِ الضرّاب الأصبهاني وقد رواها الشَّيخ والسّيد في أعمال عصر يَوم الجُمعة. وقالَ السَّيِّد : هذهِ الصلاة مروية عَن مَولانا المهدي صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ، وإن تركت تعقيب العصر يَوم الجُمعة لعُذر من الاعذار فلا تترك هذهِ الصلاة ابداً لامر أطلعنا الله جلَّ جلاله عليه ، ثُمَّ ذكر الصلاة بسندها (٤).
وقالَ الشَّيخ في المصباح هذهِ صلاة مرويّة عَن صاحِب الزّمان عليهالسلام خرجت إلى أبى الحَسَنِ الضّرّاب الأصبهاني بمكّة ونحن لَمْ نذكر سندها رعاية للاختصار وهي :
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ ، المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ المُصْطَفى فِي الضِّلالِ المُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ ، البَريِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ ، المُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ المُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللهِ.
اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ ، وَأَضِيْ نُورَهُ ،
_________________
١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٩.
٢ ـ لا يخفى أنّ هذا الدعاء سيأتي في ملحقات الكتاب هذا ص ٦٩٨ وأوّله : اللّهمّ عرّفني نفسك.
٣ ـ مصباح المتهجّد : ٤١١.
٤ ـ جمال الاسبوع للسيد ابن طاووس : ٤٩٤.