نَصُوحاً) (١) فّما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ البابِ بَعْدَ فَتْحِهِ؟ إِلهِي إنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنُ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ، إِلهِي ما أَنا بِأَوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ ، يا مُجِيبَ المُضْطَرِّ يا كاشِفَ الضُّرِّ يا عَظِيمَ البِرِّ يا عَلِيماً بِما فِي السِّرِّ يا جَمِيلَ السِّتْرِ اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرمِكَ إِلَيْكَ وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ (٢) وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ ، فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَلاتُخَيِّبْ فِيكَ رَجائِي وَتَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَكَفِّرْ خَطِيئَتِي بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣).
المناجاة الثانية : مناجاة الشاكين
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً وَإِلى الخَطِيئَةِ مُبادِرَةً وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً ، تَسْلُكُ بِي مَسالِكِ المَهالِكِ وَتَجْعَلُنِي عِنْدَكَ أَهْوَنَ هالِكٍ كَثِيرَةَ العِلَلِ طَوِيلَةَ الاَملِ إنْ مَسَّها الشَرُّ تَجْزَعُ وَإنْ مَسَّها الخَيْرُ تَمْنَعُ مَيَّالَةً إِلى اللَّعِبِ وَاللَّهْ ومَمْلُوَّةً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهْوِ تُسْرِعُ بِي إِلى الحَوْبَةِ وَتُسَوِّفُنِي بِالتَّوْبَةِ ، إِلهِي أَشْكُو إِلَيْكَ عَدُوَّا يُضِلُّنِي وَشَيْطانا يُغْوِينِي قَدْ مَلأَ بالوِسْواسِ صَدْرِي وَأَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبِي ، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى وَيُزَيِّنُ لِي حُبَّ الدُّنْيا وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّاعَةِ وَالزُّلْفى ، إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو قَلْباً قاسِياً مَعَ الوَسْواسِ مُتَقَلَّباً وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً ، وَعَيْناً عَنْ البُكاءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً وَإِلى مايَسُرُّها طامِحَةً ، إِلهِي لاحَوْلَ لِي وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِقُدْرَتِكَ وَلانَجاةَ لِي مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا إِلاّ بِعِصْمَتِكَ ؛ فأَسْأَلُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ وَنَفاذِ
_________________
١ ـ التحريم : ٦٦ / ٨.
٢ ـ بحنانك ـ خ ـ.
٣ ـ البحار ٩٤ / ١٤٢.