الأول : قال الشيخ في (المصباح) : روي عن أبي جعفر الجواد عليهالسلام قال إنّ في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّيَ رسول الله صلىاللهعليهوآله في صبيحتها ، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة. قيل : وما العمل فيها؟
قال : إذا صليت العشاء ثم أخذت مضجعك ثم استيقظت أيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل منتصفه صلّيت اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة خفيفة من المفصّل ، والمفصّل سورة محمد صلىاللهعليهوآله إلى آخر القرآن ، وتسلم بين كل ركعتين ، فإذا فرغت من الصلوات جلست بعد السلام وقرأت الحمد سبعاً والمعوّذتين سبعاً وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون كلاً منها سبعاً وإنا أنزلناه وآية الكرسي كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كله :
الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الاَعْلى الاَعْلى الاَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ. ثم ادع بما شئت. ويستحب الغسل في هذه الليلة (١).
وقد مرّت عند ذكر ليلة النصف من رجب صلاة تصلّى أيضاً في هذه الليلة ص ٢٠٩.
الثاني : زيارة أمير المؤمنين عليهالسلام وهي أفضل أعمال هذه الليلة وله عليهالسلام في هذه الليلة زيارات ثلاث سنشير إليها في باب الزيارات إن شاء الله ص ٤٧٥.
واعلم أنّ أبا عبد الله محمد بن بطوطة الذي هو من علماء أهل السنة وقد عاش قبل ستة قرون قد أتى بذكر المرقد الطاهر لمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في رحلته المعروفة باسمه (رحلة ابن بطوطة) ، عندما ذكر دخوله مدينة النجف الأشرف في عودته من مكة المعظمة ، فقال : وأهل هذه المدينة كلهم رافضيّة ، وهذه الروضة ظهرت لها كرامات منها أنّ في ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى عندهم ليلة المحيا يؤتى إلى تلك الروضة بكل مُقْعَدٍ من العراقين وخراسان وبلاد فارس والروم فيجتمع منهم الثلاثون والأَرْبعون ونحو ذلك ، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلٍّ وذاكر وتالٍ ومشاهد الروضة ، فإذا
_________________
١ ـ مصباح المتهجّد : ٨١٣.