وهي صائمة فدعى رسول الله صلىاللهعليهوآله بطعام ، فقالَ لها : كلي ، فقالت : أنا صائِمة يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالَ : كيف تكونين صائمة وقَدْ سببتِ جاريتكَ؟ إن الصّوم لَيسَ مِن الطعام والشّراب وإنما جعل الله ذلِكَ حجاباً عَن سواهما مِن الفواحش مِن الفعل والقول. ما أقلّ الصّوم وأكثر الجّوع (١).
وقالَ أمير المُؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ : كم مِن صائم لَيسَ لَهُ مِن صيامه إلاّ الظماء ، وكم مِن قائم لَيسَ لَهُ مِن قيامه إلاّ العناء؟ حبذا نوم الأكياس وإفطارهم (٢).
وعَن جابر بن يزيد عَن الباقر عليهالسلام ؛ قالَ : قالَ النبي صلىاللهعليهوآله لجابر بن عبد الله يا جابر ، هذا شَهر رَمَضان من صام نهاره وقامَ ورداً مِن ليلته وصان بطنه وفرجه وحفظ لسانه لخرجَ مِن الذُّنوب كما يخرجُ مِن الشّهر. قالَ جابر : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ما أحسنه مِن حديث! فقالَ رسول الله صلىاللهعليهوآله : وما أصعبها من شروط (٣).
وأما أعمال هذا الشهر فسنعرضها في مطلبين وخاتمه :
المطلب الأول :
في أعمال هذا الشهر العامة
وهي أربعة أقسام :
القسم الأول :
ما يعمّ اللّيالي والأيام
روى السيّد ابن طاووس رض عَن الصادق والكاظم عليهمالسلام ، قالا : تقول في شَهر رمضان مِن أوله إلى آخره بَعد كُلِّ فريضة :
اللهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِك الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ما أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقِ ، وَلا تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ المَواقِفِ الكَرِيِمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَفِي جَمِيعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ فَكُنْ لِي. اللّهُمَّ
_________________
١ ـ رواه المجلسي في زاد المعاد : ٩٦ في آداب الصوم عن الصادق عليهالسلام.
٢ ـ زاد المعاد : ٩٨.
٣ ـ الكافي ٤ / ٨٧ باب آداب الصائم ح ٢.