تَشاء (١).
الثامِن : أن يأتي غسلاً آخر في آخر الليل سوى مايغتسله في أوله (٢).
واعلم أنَّ للغسل في هذه اللّيلة وإحياؤها وزيارة الحسين عليهالسلام فيها والصلاة مائةَ ركعة فضل كثير وقَد أكّدتها الأحاديث. روى الشَيخ في التهذيب عَن أبي بصير قالَ : قالَ لي الصادق عليهالسلام : صلّ في اللّيلة الَّتي يرجى أن تكون لَيلَة القَدر مائةَ ركعة تقرأ في كُل ركعة (قل هُوَ الله أحد) عَشر مرات ، قالَ : قُلتَ : جعلت فداك فأن لَمْ أقو عَليها قائماً قالَ : صلّها جالساً قُلتَ فإن لَمْ أقو قالَ : أدها وَأَنْتَ مستلق في فراشك (٣).
وعَن كتاب دعائم الاسلام أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يطوي فراشه ويشّد مئزره للعبادة في العشر الأواخر مِن شَهر رَمَضان وكان يوقظ أهله لَيلَة ثلاث وعَشرين وكانَ يرش وجوه النيّام بالماء في تِلكَ اللّيلة وكانت فاطمة صلوات الله عَليها لا تدع أهلها ينامون في تِلكَ اللّيلة وتعالجهم بقلَّة الطعام وتتأهَّب لها مِن النَّهار أي كانَت تأمرهم بالنوم نهاراً لئلا يغلب عليهم النعاس ليلا وتقول محروم من حرم خَيرها (٤).
وَروي أنّه مرض ابو عبدالله عليهالسلام مرضاً شديداً ، فلمّا كان لَيلَة ثلاث وعَشرين أمر مواليه فحملوه الى المسجد ، فكان فيه ليلته (٦).
قالَ العّلامة المجلسي (رض) : عَلَيكَ في هذه اللّيلة أن تقرأ القرآن ما تيسّر لَكَ وأن تدعو بدعوات الصحيفة الكاملة لا سيّما دعاء مكارم الأخلاق ودعاء التَوبة وينبغي أن يراعى حرمة ايّام ليالي القَدر والاشتغال فيها بالعبادة وتلاوة القرآن المجيد والدُّعاء فَقد روي بأسناد معتبرة أنَّ يَوم القَدر مثل ليلته.
اللّيلة السّابِعَة والعِشرين
ورد فيها الغسل ، وَروى أنَّ الإمام زين العابدين عليهالسلام كانَ يَقول فيها مِن أول اللّيلة إلى آخرها :
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي التَّجافِي عَنْ دارِ الغُرورِ ، وَالاِنابَةَ إِلى دارِ الخُلُودِ وَالاِسْتِعْدادِ لِلْمَوْتِ
_________________
١ ـ الاقبال ١ / ٣٨٢ باب ٢٧.
٢ ـ الاقبال ١ / ٣٧٥ باب ٢٧.
٣ ـ تهذيب الاحكام ٣ / ٦٤ ح ٢١٦ مع اضافات في أوّله. وفيه : فإذا كانت الليلة التي يُرجى فيها ما يرجى فصلّ مئة ركعة.
٤ ـ دعائم الاسلام ١ / ٢٨٢ ذكر ليلة القدر.
٥ ـ الاقبال ١ / ٣٨٦ باب ٢٧.
٦ ـ زاد المعاد : ١٩٠.