اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليهالسلام على الجودي وإنما استوت في العاشر من ذي الحجة ، ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى عليهالسلام وإنما كان ذلك في ربيع الأول (١).
وحديث ميثم هذا كما رايت قد صرح فيه تصريحاً وأكّد تاكيداً أن هذه الأحاديث مجعولة مفتراة على المعصومين عليهمالسلام. وهذا الحديث هو إمارة من إمارات النبوة والإمامة ، ودليل من الأدلة على صدق مذهب الشيعة وطريقتهم فالإمام عليهالسلام قد نبأ فيه جزماً وقطعاً بما شاهدنا حدوثه حقاً فيما بعد من الفرية والكذب رأي العين فالعجب أن يلفق مع ذلك دعاء يضمِّن هذه الأكاذيب فيورده في كتابه بعض من ليس من ذوي الخبرة والاطلاع من الغافلين فينشر الكتاب بين العوام من الناس وقراءة ذلك الدعاء لاشك أنها بدعة محرمة. والدعاء هو :
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحانَ الله مِلَ المِيزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ ، وفيه بعد عدة سطور ثم صل على محمد وآله عشر مرّات وقل : يا قابِلَ تَوْبَةِ آدَمَ يَوْمَ عاشُوراءَ! يا رَافِعَ إِدْرِيسَ إِلى السَّماء يَوْمَ عاشُوراءَ! يا مُسكِّنَ سَفِينَةِ نُوحٍ عَلى الجُودِيِّ يَوْمَ عاشُوراءَ! يا غِياثَ إِبْراهِيمَ مِنَ النَّار يَوْمَ عاشُوراءَ ... الخ)) ولاشك أن هذا الدعاء قد وضعه بعض نواصب المدينة أو خوارج مسقط أو أمثالهم متمما به ظلم بني أُمية. تم ملخصا ما ذكره مؤلف شفاء الصدور (٢). وعلى كل حال فجدير أن تذكر في آخر النهار حال حرم الحسين عليهالسلام حينئذ وبناته وأطفاله وهم أسارى بكربَلاءِ حزينات باكيات مصابات بما لم يخطر ببال أحد من الخلق ولايطيق اليراع شرحه. ولقد أجاد من قال :
فاجِعَةٌ إن أردتُ أكتبُها |
|
مُجمَلَةً ذِكرةً لُمُدَّكِرِ |
جَرتْ دُموعي فَحالَ حائِلُها |
|
ما بينَ لَحظِ الجُفونِ والزُّبرِ |
وقالَ قَلبي يَقيناً (٣) عَلَيَّ فَلا |
|
والله ما قَد طُبِعتُ مِن حَجَرِ |
بَكَتْ لَها الأَرْضُ والسَّماء |
|
وما بَينَهُما في مَدامِعٍ حُمرِ |
من از تحرير اين غم ناتوانم |
|
كه تصويرش زده آتش بجانم |
ترا طاقت نباشد از شنيدن |
|
شنيدن كي بود مانند ديدن |
ثم قم وسلم على رسول الله وعليٍّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى وسائر الأئمة من ذرية سيد الشهداء عليهالسلام وعَزِّهم على هذه المصائب العظيمة بمهجة حرى وعين عبرى وزر بهذه
_________________
١ ـ أمالي الصدوق : المجلس ٢٧ ، ح ١.
٢ ـ شفاء الصدور : ٢٤٨ ـ ٢٦٢.
٣ ـ أي ترحم عليَّ.