عائدات من الشام وهو يوم ورود جابر بن عبد الله الأنصاري كربَلاءِ لزيارة الحسين وهو أول من زاره عليهالسلام ويستحب فيه زيارته عليهالسلام وعن الإمام العسكري عليهالسلام قال : علامات المؤمن خمس : صلاة احدى وخمسين الفرائض والنوافل اليومية ، وزيارة الأَرْبعين ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (١).
وقد روى الشيخ في (التهذيب) و (المصباح) زيارة خاصة لهذا اليوم عن الصادق عليهالسلام سنوردها في باب الزيارات إن شاء الله.
اليوم الثامن والعشرون : من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله وقد صادفت يوم الاثنين من أيام الأسبوع باتفاق الآراء وكان له عندئذ من العمر ثلاث وستون سنة هبط عليه الوحي وله أربعون سنة ثم دعا الناس إلى التوحيد في مكة مدة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة وقد مضى من عمره الشريف ثلاث وخمسون سنة وتوفي في السنة العاشرة من الهجرة ، فبدأ أمير المؤمنين عليهالسلام في تغسيله وتحنيطه وتكفينه ثم صلى عليه ثم كان الأصحاب يأتون أفواجاً فيصلون عليه فرادى من دون إمام يأتمون به وقد دفنه أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي توفي فيه (٢).
عن أنس بن مالك قال : لما فرغنا من دفن النبي صلىاللهعليهوآله أتت إلى فاطمة عليهاالسلام فقالت : كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله ثم بكت وقالت : يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه .. الخ (٣). وعلى رواية معتبرة أنها أخذت كفّا من تراب القبر الطاهر فوضعته على عينيها وقالت :
ماذا على المُشتَمِّ تُربَة أحمدَ |
|
أن لايَشَمَّ مَدى الزَّمانِ غَوالِيا |
صُبَّتْ عَلَيَّ مَصائِبُ لَوْ أَنَّها |
|
صُبَّتْ عَلى الأيامِ صِرْنَ لَيالِيا (٤) |
وروى الشيخ يوسف الشّامي في كتاب الدّرّ النظيم أنها قالت في رثاء أبيها :
قُلْ لِلمُغَيَّبِ تَحْتَ أَثْوابِ (٥) الثَّرى |
|
إن كُنْتَ تَسْمَعُ صَرخَتي ونِدائِيا |
صُبَّت عَليَّ مَصائِبُ لَو أَنَّها |
|
صُبَّتْ على الاَيامِ صِرْنَ لَيالِيا |
_________________
١ ـ مصباح المتهجّد : ٧٨٧.
٢ ـ الارشاد ١ / ١٨٩ وانظر البحار ٢٢ / ٥٠٣ عن كشف الغمّة.
٣ ـ رواه الحاكم في المستدرك ١ / ٣٨٢ مع اختلاف في الالفاظ.
٤ ـ رواه الشهيد الثاني في مسكّن الفؤاد المطبوع ضمن المصنّفات الاربعة : ٩٥ ، فصل في النوح. وفيه : ماذا على من شمّ.
٥ ـ أطباق : خ.