وعن الإمام زين العابدين عليهالسلام قال : لا أبالي إذا قلت هذه الكلمات أن لو اجتمع عليَّ الجن والإنس : بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وَإِلى الله وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي فَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الإيْمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي ، وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ (١).
أقول : دعوات السفر وآدابه كثيرة ، ونحن هنا نقتصر بذكر عدّة آداب : ـ
الأول : ينبغي للمر أن لا يترك التسمية عند الركوب (٢).
الثاني : أن يحفظ نفقته في موضع مصُون. فقد روي أنَّ من فقه المسافر حفظُ نفقته (٣).
الثالث : أن يساعد أصحابه في السفر ولايحجم عن السعي في حوائجهم كي ينفس الله عنه ثلاثاً وسبعين كربة ويجيره في الدنيا من الهم والغم وينفس كربه العظيم يوم القيامة (٤).
وروي أنَّ الإمام زين العابدين عليهالسلام كان لا يسافر الاّ مع رفقة لا يعرفونه ليخدمهم في الطريق فإنهم لو عرفوه منعوه عن ذلك (٥) ، ومن الاخلاق الكريمة للنبي صلىاللهعليهوآله أنه كان مع صحابته في بعض الأسفار فأرادوا ذبح شاة يقتاتون بها فقال أحدهم : عليَّ ذبحها ، وقال آخر : عليَّ سلخ جلدها ، وقال الآخِر : عليَّ طبخها فقال صلىاللهعليهوآله : عليَّ الإحتطاب ، فقالوا يا رسول الله صلىاللهعليهوآله : نحن نعمل ذلك فلا تتكلّفه أنت فأجاب : أنا اعلم أنّكم تعملونه ولكن لايسرني أن أمتاز عنكم فإن الله يكره أن يرى عبده قد فضّل نفسه على أصحابه (٦).
وأعلم أنّ أثقل الخلق على الأصحاب في السفر من تكاسل في الاعمال وهو في سلامة من أعضائه وجوارحه فهو لايؤدِّي شَيْئاً من وظائفه مرتقباً رفقته يقضون له حوائجه.
الرابع : أن يصاحب الرجل من يماثله في الأنفاق (٧).
الخامس : أن لا يشرب من ماء أي منزل يرده إِلاّ بعد ان يمزجه بماء المنزل الذي سبقه (٨).
_________________
١ ـ مصباح الزائر : ٣٨.
٢ ـ الكافي ٤ / ٢٨٥ ح ٢ عن الصادق عليهالسلام.
٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٢٨٠ باب ٨١ عن الصادق عليهالسلام ح ٢٤٤٨.
٤ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٢٩٣ ح ٢٤٩٧ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٥ ـ رواه الصدوق في عيون اخبار الرضا عليهالسلام ٢ / ١٥٦ باب ٤٠ ح ١٣ عن الصادق عليهالسلام مع اضافات.
٦ ـ مكارم الاخلاق ١ / ٥٣٦ ح ١٨٦٦.
٧ ـ انظر الكافي ٤ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧.
٨ ـ بحارالانوار ٦٢ / ٣٢٦ عن الرسالة الذهبيّة في الطب التي بعث بها الامام الرضا عليهالسلام الى المأمون.