فَبِهما فُكَّنِي مِنْ النَّارِ وَلاتُخَيِّبْ سَعْيي وَلا يَهُونَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهالِي وَلاتَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتِي وَلاتَقْلِبْنِي بِغَيْرِ (١) حَوائِجِي ، يا غِياثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ وَيامُفَرِّجاً عَنِ المَلْهُوفِ الحَيْرانِ الغَرِيقِ المُشْرِفِ عَلى الهَلَكَةِ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْظُرْ إلى نَظْرَةً لا أَشْقى بَعْدَها أَبَداً ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَعَبْرَتِي وَانْفِرادِي فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ وَتَحَرَّيْتُ الخَيْرَ الَّذِي لايُعْطِيهِ أَحَدٌ سِواكَ فَلا تَرُدَّ أَمَلِي.
اللّهُمَّ إِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ القُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ وَجَزائِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ (٢) فَلا أَخِيبَنَّ اليَوْمَ ، وَلا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي (٣) وَلا تُخَيِّبَنَّ شُخُوصِي وَوِفادَتِي فَقَدْ أَنْفَذْتُ نَفَقَتِي وَأَتْعَبْتُ بَدَنِي وَقَطَعْتُ المَفازاتِ وَخَلَّفْتُ الاَهْلَ وَالمالَ وَما خَوَّلْتَنِي وَآثَرْتُ ما عِنْدَكَ عَلى نَفْسِي وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صلىاللهعليهوآله وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِرأْفَتِكَ عَلى ذَنْبِي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي (٤) بِرَحْمَتِكَ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ (٥).
أقول : فضائل حمزة (سلام الله عليه) وفضل زيارته أكثر من أن يذكر.
وقال فخر المحققين (رض) في (الرسالة الفخرية) :
يستحب زيارة حمزة قدس وباقي الشهداء بأحد لما روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : من زارني ولم يَزُرْ عمي حمزة فقد جفاني (٦). وأقول : إني قد ذكرت في كتاب (بيت الأحزان) في مصائب سيّدة النسوان أنّ فاطمة صلوات الله عليها كانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع بعد وفاة أبيها إلى زيارة حمزة وباقي شهداء أُحد فتصلي هناك وتدعو إلى أن توفيت (٧). وقال محمود بن لبيد : إنها كانت تأتي قبر حمزة وتبكي هناك ، فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك فأمهلتها حتى سكنت فأتيتها وسلمت عليها وقلت : يا سيّدة
_________________
١ ـ زاد في مصباح الزائر : قضاء.
٢ ـ وجزاوه سوء فعله ـ خ ـ.
٣ ـ في مصباح الزائر : حوائجي.
٤ ـ في مصباح الزائر : فاغفره برأفتك يا كريم.
٥ ـ المزار الكبير : ٩٤ ، مصباح الزائر : ٦٠.
٦ ـ مستدرك الوسائل ١٠ / ١٩٨ عن الشيخ فخر الدين في رسالة النيّة.
٧ ـ بيت الاحزان : ١٤١.