النسوان قد والله قطعت أنياط قلبي من بكائك فقالت : يا أبا عمرو يحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الاباء رسول الله صلىاللهعليهوآله. ثم قالت : واشوقاه إلى رسول اللهِ ، ثم أنشدت تقول :
إِذا ماتَ يَوما مَيِّتٌ قَلَّ ذِكْرُهُ |
|
وَذِكْرُ أَبِي مُذْ ماتَ وَالله أَكْثَرُ (١) |
وقال الشيخ المفيد : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر في حياته بزيارة قبر حمزة عليهالسلام وكان يُلِمُّ به وبالشهداء ولم تزل فاطمة عليهاالسلام بعد وفاته صلىاللهعليهوآله تغدو إلى قبره وتروح والمسلمون ينتابون على زيارته وملازمة قبره (٢).
زيارة قبور الشهداء رضوان الله عليهم بأُحد
تقول في زيارتهم :
السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى نَبِي اللهِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهداء المُؤْمِنُونَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ بَيْتِ الإيْمانِ وَالتَّوْحِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ الله وَأَنْصارِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ (٣) أَشْهَدُ أَنَّ الله اخْتارَكُمْ لِدِينِهِ وَاصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ (٤) جاهَدْتُمْ فِيالله حَقَّ جِهادِهِ وَذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ الله وَعَنْ نَبِيِّهِ وَجُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ الله فَجَزاكُمْ الله عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَعَرَّفنا وَجُوهَكُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوانِهِ وَمَوْضِع إِكْرامِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولَئِكَ رَفِيقاً. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ الفائِزِينَ الَّذِينَ هُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ الله وَالنَّاسِ أَجْمَعِينِ ، أَتَيْتُكُمْ يا أهْلَ التَّوْحِيدِ زائِراً وَبِحَقِّكُمْ (٥) عارِفاً وَبِزِيارَتِكُمْ إِلى الله مُتَقَرِّباً
_________________
١ ـ بيت الاحزان : ١٤١ ، وكفاية الاثر للخرّاز القمي : ١٩٨.
٢ ـ الفصول المختارة : ١٣١.
٣ ـ في مصباح الزائر ثلاث مرّات : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
٤ ـ في مصباح الزائر والمزار الكبير ونسخة : وأشهد أنكم جاهدتم.
٥ ـ في مصباح الزائر والمزار الكبير : ولحقّكم.