زيارة الوداع
إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل وامضِ إلى قبر النبي صلىاللهعليهوآله واعمل ما كنت تعمله من قبل ثم ودّعه وقل : السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله أَسْتَوْدِعُكَ الله وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَاءُ عَلَيْكَ ، السَّلامُ آمَنْتُ بِالله وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ماشَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلىاللهعليهوآله (١).
وقال الصادق عليهالسلام ليونس بن يعقوب : قل في وداع النبي : صَلّى الله عَلَيْكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ لا جَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ (٢).
أقول : قد قلنا في كتاب (هدية الزائرين) عند بيان ما ينبغي أن يصنع زوّار المدينة الطيّبة إن من مهام الأمور أن يغتنموا الفرصة ماأقاموا في المدينة المعظّمة فيكثروا من الصلاة في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله فإن الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره من المواضع ، وأفضل الأماكن فيه مسجد الروضة وهو بين القبر والمنبر.
وإعلم أنّه قال شيخنا في (التحية) : إنّ موضع جسد نبينا والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) في الأَرض أشرف من الكعبة المعظّمة باتفاق جميع الفقهاء كما صرح به الشهيد في القواعد (٣). وفي حديث حسن عن الحضرمي قال : أمرني الصادق عليهالسلام أن أكثر من الصلاة في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ما أمكنتني الصلاة. وقال : إنّه لا يتيسر لك دائماً الحضور في هذه البقعة الشريفة (٤) ... الخ. وروى الشيخ الطوسي (رض) في التهذيب بسند معتبر عن مرازم عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : الصيام في المدينة والقيام عند الأساطين ليس بمفروض ولكن من شاء فليصم فإنه خير له إنما المفروض الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان فأكثروا الصلاة في هذا المسجد مااستطعتم فإنه خير لكم. واعلموا أنّ الرجل قد يكون كيّساً في أمر الدنيا فيقال ماأكيس فلانا فكيف من كأس في أمر آخرته (٥). وكرر ماأمكنتك في كل يوم زيارة النبي صلىاللهعليهوآله وكذلك زيارة أئمة البقيع عليهمالسلام وسلم على النبي صلىاللهعليهوآله مهما وقع بصرك على حجرته وراقب نفسك ما دمت في المدينة وصن نفسك من المعاصي والمظالم وتدبّر في شرف تلك المدينة ولا سيّما مسجدها مسجد
_________________
١ ـ المزار الكبير : ١٠٨ ، باب ١٣ ، مصباح الزائر : ٦٥.
٢ ـ الكافي ٤ / ٥٦٣.
٣ ـ انظر القواعد والفوائد للشهيد : ١٢٤ ، قاعدة ١٨٩.
٤ ـ البحار ٩٧ / ١٨٢ عن كامل الزيارات : ١٢ مع اختلاف في بعض الالفاظ.
٥ ـ تهذيب الاحكام ٦ / ١٩ باب ٥ ح ٢٣.