النبي صلىاللهعليهوآله فتلك البقاع هي مواضع أقدام النبي صلىاللهعليهوآله وقد تردد النبي صلىاللهعليهوآله في مسالك هذه المدينة وأسواقها وصلّى في مسجدها ، وهناك موضع الوحي والتنزيل وكان يهبط فيها جبرائيل والملائكة المقرّبون ولنعم ما قيل :
أَرْضٌ مَشى جَبْرِيلُ فِي عَرَصاتِها |
|
وَالله شَرَّفَ أَرْضَها وَسَّماءها |
وتصدق ما استطعت في المدينة ولا سيّما في المسجد وخاصّة على السادة وذرية الرسول صلىاللهعليهوآله فإن لها ثواباً جزيلاً وأجراً عظيماً (١). وقال العلامة المجلسي (رض) في رواية معتبرة إنّ درهما يتصدق بها فيها يعدل عشرة آلاف درهم في غيرها (٢) وجاور المدينة الطيّبة إن أمكنتك فإنّها مستحبّة وقد ورد في فضلها أحاديث مستفيضة (٣) :
سَقى الله قَبْراً بِالمَدِينَةِ غَيْثَهُ |
|
فَقَدْ حَلَّ الاَمْنُ بِالبَرَكاتِ |
نَبِيُّ الهُدى صَلّى عَلَيْهِ مَلِيكُهُ |
|
وَبَلَّغَ عَنَّا رُوحَهُ التُّحُفاتِ |
وَصَلِّى عَلَيْهِ ما ذَرَّء شارِقٌ |
|
وَلاحَتْ نُجُومُ اللَيْلِ مُبْتَدِراتِ (٤) |
الفصل الرابع
في فضل زيارة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام وكيفيتها
وفيه عدة مطالب :
المطلب الأول
في فضل زيارته عليهالسلام
وروى الشيخ الطوسي (رض) بسند صحيح عن محمد بن مسلم عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فإذا هم طافوا به طافوا بالكعبة فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلىاللهعليهوآله فسلّموا عليه ثم أتوا قبر أمير المؤمنين عليهالسلام فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسين عليهالسلام فسلّموا عليه
_________________
١ ـ البحار ١٠٠ / ١٣٥ عن الشهيد في الدروس.
٢ ـ مستدرك الوسائل ١٠ / ٢٠٧ ح ١١٨٦٨ مع اضافات.
٣ ـ انظر مستدرك الوسائل ١٠ / ٢٠٢ باب ١٢.
٤ ـ راجع بقية أشعار دعبل في مسند الامام الرضا عليهالسلام للعطاردي : ١٨٦.