عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مَوْفَّرَةٌ وَعَوائِدَ المَزِيدِ مُتَواتِرَةٌ وَمَوائِدَ المُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّماءِ مُتْرَعَةٌ (١) اللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَاقْبَلْ ثَنائِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائِي وَمُنْتَهى مُنايَ وَغايَةُ رَجائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ (٢). وقد ذيلّ في كتاب (كامل الزيارة) هذه الزيارة بهذا القول : أَنْتَ إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لاَؤْلِيائِنا وَكُفَّ عَنَّا أَعْدائَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذانا وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الحَقِّ وَاجْعَلْها العُلْيا وَأدْحِضْ كَلِمَةَ الباطِلِ وَاجْعَلْها السُّفْلى إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ (٣). ثم قال الباقر عليهالسلام ما قال هذا الكلام ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين عليهالسلام أو عند قبر أحد الأئمة عليهمالسلام إلاّ رفع دعاؤه في درج من نور وطبع عليه بخاتم محمد صلىاللهعليهوآله وكان محفوظا كذلك حتى يسلم إلى قائم آل محمد عليهالسلام فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله تعالى (٤).
أقول : هذه الزيارة معدودة من الزيارات المطلقة للأمير عليهالسلام كما أنها عدّت من زيارته المخصوصة بيوم الغدير ، وهي معدودة أيضاً من الزيارات الجامعة التي يزار بها في جميع الروضات المقدسة للأئمة الطاهرين عليهمالسلام (٥).
الزيارة الثالثة
روى السيّد عبد الكريم ابن طاووس عن صفوان الجمّال قال : لما وافيت مع جعفر الصادق عليهالسلام الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي : يا صفوان الجمال أنخ الراحلة فهذا قبر جدّي أمير المؤمنين عليهالسلام فأنختها ثم نزل فاغتسل وغيَّر ثوبه وتحفّى وقال لي : إفعل مثل ما أفعله. ثم اخذ نحو الذّكوة (النجف) وقال : قصّر خطاك وألقِ ذقنك نحو الأَرض فإنه يكتب لك بكل خطوة مائة ألف حسنة ويمحي عنك مائة ألف سيئة وترفع لك مائة ألف درجة وتقضى لك مائة ألف حاجة ويكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل ثمَّ مشى ومشيت معه على السكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل إلى أن بلغنا الذَّكوات (التلول) فوقف عليهالسلام ونظر يمنةً
_________________
١ ـ ومناهل الظّماء لديك مترعة ـ خ ـ.
٢ ـ المزار الشهيد : ١٤٩ ـ ١٥١.
٣ ـ كامل الزيارات : ٩٤.
٤ ـ مصباح المتهجّد : ٧٣٩.
٥ ـ مصباح المتهجّد : ٧٣٩.