فَاشْفَعْ لِي إِلى رَبِّكَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله مَقاماً مَعْلوماً وَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله جاهاً وَشَفاعَةً وَقَدْ قَالَ الله تَعالى : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنْ ارْتَضى) (١) (٢).
الزيارة السادسة
رواها جمع من العلماء منهم الشيخ محمد ابن المشهدي قال : روى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان الجمّال وجماعة من أصحابنا إلى الغري فزرنا أمير المؤمنين عليهالسلام فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله عليهالسلام وقال : نزور الحسين بن علي عليهالسلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عليهالسلام وقال صفوان : وردت ها هنا مع سيدي الصادق عليهالسلام ففعل مثل هذا ودعا بهذا الدعاء ثم قال لي : يا صفوان تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر علياً والحسين عليهالسلام بهذه الزيارة فإني ضامن على الله لكل من زارهما بهذه الزيارة ودعاء بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة وأنّ سعيه مشكورٌ وسلامه واصلٌ غير محجوب وحاجته مقضية من الله بالغاً ما بلغت.
أقول : سيأتي تمام الخبر في فضل هذا العمل بعد دعاء صفوان في زيارة عاشوراء ، وزيارة الأمير عليهالسلام هي هذه الزيارة ، استقبل قبره وقل :
السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ اصْطَفاهُ الله وَاخْتَصَّهُ وَاخْتارَهُ مِنْ بَرِيَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيلَ الله ما دَجا اللَّيْلُ وَغَسَقَ (٣) وَأَضاءَ النَّهارُ وَأَشْرَقَ (٤) ، السَّلامُ عَلَيْكَ ماصَمَتَ صامِتٌ وَنَطَقَ ناطِقٌ وَذَرَّ شارِقٌ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلى مَوْلانا أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صاحِبِ السَّوابِقِ وَالمَناقِبِ وَالنَّجْدَةِ وَمُبِيدِ الكَتائِبِ ، الشَّدِيدِ البَأْسِ العَظِيمِ المِراسِ (٥) المَكِينِ الاَساسِ ساقِي المُؤْمِنِينَ بِالكَأْسِ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ المَكِينِ الاَمِينِ ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ النُهى وَالفَضْلِ والطَّوائِلِ وَالمَكْرُماتِ وَالنَّوائِلِ ، السَّلامُ
_________________
١ ـ الانبياء : ٢١ / ٢٨.
٢ ـ الكافي ٤ / ٥٦٩.
٣ ـ دجا الليل : أظلم ، وغسق بمعناه.
٤ ـ ذرّت الشمس : اذا طلعت ، والشارق : الشمس.
٥ ـ فلان ذو مراس : جلد وقوّة.