الله الرضيَّ بل كلمة : سلام الله وسلام ملائكته ، أجبنا أن مايتقدم على الكلمة المذكورة من السلام فهي بمنزلة الاستئذان والإسترخاص والزيارة نفسها إنما تبدأ من كلمة : السَّلامُ على اسم الله الرَّضي ، ويشهد على ما نقول المقابلة بين هذه الزيارة والزيارة الواردة في يوم الميلاد وهما تتشابهان غاية التشابه فلاحظهما لتعرف ذلك. واعلم أن هذه الجملة مع ما فيها من العطف ولكن من دون كلمة نور قد ذكرت في الزيارة السادسة وفي زيارة يوم الميلاد ولكن لافي بدئهما بل في خلالهما والله العالم وبالجملة حسبنا من الزيارات المطلقة هذه الزيارات السبع ومن يبتغي أكثر منها فليزره عليهالسلام بالزيارات الجامعة وليزره بما سنذكرها من الزيارة المبسوطة ليوم الغدير وليغتنم الزائر زيارة الأمير عليهالسلام والصلاة في حرمه الطاهر فالصلاة عنده تعدل مائتي ألف صلاة.
وعن الصادق عليهالسلام : أن من زار إماما مفترض الطاعة وصلّى عنده أربع ركعات كتب له حجة وعمرة (١).
وقد ألمحنا في كتاب (هدية الزائر) إلى مالجوار قبر أمير المؤمنين عليهالسلام من الفضل ، وذلك أن حفظ المجاور حق الجوار وهذا شرط بالغ العسر والمشقة فلا يتيسر لكل أحد والمقام لا يقتضي البسط فليراجع من شاء الكتاب الفارسي (كلمه طيبه).
ذكر وداع الأمير عليهالسلام
فإذا شئت وداعه فودعه بهذا الوداع الذي أورده العلماء تلو ما ذكروه من الزيارة الخامسة : السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ أَسْتَودِعُكَ الله وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ ، آمنّا بِالله وَبِالرُّسُلِ وَبِما جأَتْ بِهِ وَدَعَتْ إِلَيْهِ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاهُ فِإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي ماشَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي ؛ أَشْهَدُ أَنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِياً وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسى بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالحُجَّةَ بْنَ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَئِمَّتِي ، أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَهُمْ وَحارَبَهُمْ
_________________
١ ـ المقنعة للمفيد : ٤٨٦.