وَتَعْفُوَ عَمّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالآخِرةِ يا مُفَرِّجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ وَياغِياثَ المَلْهُوفِينَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ (١).
أقول : روي عن الصادق عليهالسلام أنه قال لبعض أصحابه : صل عند الأسطوانة الخامسة ركعتين فإنه مصلى إبراهيم عليهالسلام وقل : السَّلامُ عَلى أَبِينا آدَمَ وَاُمِّنا حَوَّاءَ ... الخ بما يقرب ممّا قد قلته عند الأسطوانة السابعة وأنت مستقبل القبلة (٢).
عمل الأسطوانة الثالثة مقام الإمام زين العابدين عليهالسلام :
ثم امض إلى دكة زين العابدين عليهالسلام وهي عند الأسطوانة الثالثة مما يلي باب كندة. أقول : يحاذي هذا المقام من ناحية القبلة دكة باب أمير المؤمنين عليهالسلام ومن الغرب باب كندة ، وهو مسدود الان وقيل ينبغي أن يتأخّر المصلي قدر خمسة أذرع من الأسطوانة لانّ الدّكة إنما كانت هنالك ، وبالجملة فتصلي عليها ركعتين تقرأ فيهما الحمد وما أردت من السور فإذا سلمت وسبّحت فقل :
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي قَدْ كَثُرَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَها إِلاّ رَجاءُ عَفْوِكَ وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الحِرْمانِ إِلَيْكَ ، فَأَنا أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مالا اسْتَوْجِبَهُ وَأَطْلُبُ مِنْكَ مالا اسْتَحِقُّهُ ، اللّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي شَيْئاً وَإِنْ تَغْفِرْ لِي فَخَيْرُ راحِمٍ أَنْتَ يا سَيِّدِي ، اللّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَأَنا أَنا ، أَنْتَ العَوَّادُ بِالمَغْفِرَةِ ، وَأَنا العَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَأَنْتَ المُتَفَضِّلُ بِالحِلْمِ وَأَنا العَوَّادُ بِالجَهْلِ ، اللّهُمَّ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُمِيتَ الاَحْياءِ يا مُحْييَ المَوْتى ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَنُورُ القَمَرِ وَظُلْمَةُ اللَيْلِ وَضَوُْ النَّهارِ وَخَفَقَانُ الطَّيْرِ ، فَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ يا عَظِيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى
_________________
١ ـ مصباح الزائر : ٨٣.
٢ ـ المزار الكبير للمشهدي : ١٦٧.