أقول : روى السيّد ابن طاووس عنه عليهالسلام بعد هذه المناجاة دعاءً طويلاً موسوما بدعاء (الأمان) لا يسعه المقام (١). وتدعو أيضاً في هذا المقام بما سنذكره عقيب الصلاة في مسجد زيد بن صوحان إن شاء اللهِ ص ٥٠٤.
واعلم أنا قد ألمحنا في كتاب هدية الزائر إلى الخلاف في تعيين المحراب الذي ضرب فيه أمير المؤمنين عليهالسلام هل هو المحراب المعروف ، أم المحراب المتروك؟ وقلنا هناك : إن غاية الاحتياط هي أن تؤدّى الاعمال في كلا الموضعين أو أن تؤدّي في المعروف تارة وفي المتروك أخرى.
أعمال دكة الصادق عليهالسلام : ثم امض إلى مقام الصادق عليهالسلام وهو قريب من مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) فصلّ عليها ركعتين فإذا سلمت وسبّحت فقل : ـ يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ وَياجابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ وَياحاضِرَ كُلِّ مَلاً وَياشاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَياشاهِداً غَيْرَ غائِبٍ وَيا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ وَياقَرِيباً (٢) غَيْرَ بَعِيدٍ وَيامُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ وَياحَيّاً حِينَ لا حَيَّ غَيْرُهُ ، يا مُحْيِيَ المَوْتى وَمُمِيتَ الاَحْياءِ القائِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. ثم ادع بما أحببت (٣).
أقول : قد قلنا فيما مضى ونعيد الحديث أن ما في كتاب (المزار القديم) وما هو المشهور بين الناس في ترتيب أعمال هذا الجامع هو أن تؤخر عن عمل هذا المقام أعمال دكة القضاء وبيت الطست ، ونحن قد جارينا كتاب (مصباح الزائر) و (البحار) وغيرهما فأثبتناها بعد أعمال الأسطوانة الرابعة ولك إذا شئت أن توافق المشهور فتؤدي الان بعد فراغك من سائر الأعمال ما أوردناه هناك إن شاء الله تعالى.
ذكر صلاة الحاجة في جامع الكوفة : عن الصادق عليهالسلام من صلى في جامع الكوفة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد والمعوّذتين والاخلاص والكافرون والنصر والقدر وسبّح اسم ربّك الاعلى فإذا سلّم سبّح تسبيح الزهراء عليهاالسلام ثم سأل الله ما شاء قضى الله حاجته واستجاب دعاءه (٤). أقول : الذي أثبتناه من الترتيب في السور يوافق رواية السيد ابن طاووس في (المصباح) ، وفي رواية الطوسي في الأمالي قد أخّر ذكر سورة القدر عن سورة سبّح اسم ، ومراعاة الترتيب لعلها غير لازمة فيجزي أن يتبع الحمد بهذه السور السبع والله العالم (٥).
_________________
١ ـ مصباح الزائر : ٩١.
٢ ـ يا شاهد ... ويا غالب ... ويا قريب ـ خ ـ.
٣ ـ مصباح الزائر : ٩٨.
٤ ـ مصباح الزائر : ٩٩.
٥ ـ في المصباح المطبوع ١٤١٧ تحقيق مؤسسة آل البيت : ذكر سورة القدر بعد سورة سبّح اسم. ولعلّ نسخة المصباح بيد المؤلّف غير هذه النسخة.