النَّاصِحُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأمير المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عليهمالسلام ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ وَحَشا قُبُورَهُمْ ناراً ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ الله وَهُوَ راضٍ عَنْكَ بِما فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهداء وَجُعِلَ رُوحُكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ بِما نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي ذاتِ الله وَمَرْضاتِهِ ؛ فَرَحِمَكَ الله (١) وَرَضِيَ عَنْكَ وَحَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَجَمَعَنا وَإِيَّاكُمْ (٢) مَعَهُمْ فِي دارِ النَّعِيمِ وَسَلامٌ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم صلّ ركعتين واهدهما إلى هاني وادع لنفسك بما شئت وودّعه بما تودع به مسلم رضياللهعنه (٣).
الفصل السادس
في فضل مسجد السهلة وأعماله ،
وأعمال مسجد زيد قدسسره ومسجد صعصعة
إعلم أنّه ليس في تلك البقاع مسجد يضاهي مسجد السهلة فضلاً وشرفاً بعد مسجد الكوفة ، وهو بيت إدريس عليهالسلام وإبراهيم عليهالسلام ومنزل الخضر عليهالسلام ومسكنه. وعن أبي بصير عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : قال لي : يا أبا محمد كأنّي أرى نزول القائم صلوات الله عليه في مسجد السهلة بأهله وعياله ويكون منزله. وما بعث الله نبياً إِلاّ وقد صلّى فيه. والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلىاللهعليهوآله ومامن مؤمن ولا مؤمنة إِلاّ وقلبه يحن إليه وفيه صخرة فيها صورة كل نبي ، وما صلّى فيه أحد فدعاً الله بنيّة صادقة إِلاّ صرفه الله بقضاء حاجته ، وما من أحد استجاره إِلاّ أجاره الله مما يخاف منه. قلت : هذا لهو الفضل. قال : نزيدك؟ قلت : نعم. قال : هو من البقاع التي أحبّ الله أن يدعى فيها ، وما من يوم ولا ليلة إِلاّ والملائكة تزور هذا المسجد يعبدون الله فيه. أما إنِّي لو كنت بالقرب منكم ماصلّيت صلاة إِلاّ فيه. يا أبا محمد مالم أصف أكثر. قلت : جعلت فداك لا يزال القائم عليهالسلام فيه أبداً؟ قال : نعم ... الخ (٤).
_________________
١ ـ الله : خ.
٢ ـ وإيّاك ـ خ ـ.
٣ ـ مصباح الزائر : ١٠٤.
٤ ـ المزار الكبير للمشهدي : ١٣٤ ، ح ٧ من باب ٥ مع اختلاف لفظي واضافات.