معه. وبذلك فقد انعقد في جوف الليل مأتم يخطب فيه صعصعة ويحضره الإمامان الحسنان عليهالسلام ومحمد بن الحنفية وأبو الفضل العباس وغيرهم من أبنائه وأقاربه ولما انتهى صعصعة من خطبته عدل الحاضرون إلى الإمامين الحسن والحسين عليهالسلام وغيرهما من أبنائه فعَزّوهم في أبيهم عليهالسلام فعادوا طراً إلى الكوفة (١). والخلاصة أنّ مسجد صعصعة من المساجد الشريفة في الكوفة وقد شوهد فيه الإمام الغائب صاحب العصر صلوات الله عليه شاهده فيه جمع من الأصحاب في شهر رجب يصلّي ركعتين ويدعو بالدعاء : اللّهُمَّ يا ذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاِء الوازِعَةِ ... الدعاء (٢). وظاهر عمله الشريف اختصاص الدعاء بهذا المسجد الشريف كأدعية مسجد السهلة ومسجد زيد ولكن العمل قد كان في شهر رجب وهذا ما أورث احتمال اختصاص الدعاء بالشهر لا بالمسجد ولذلك نجد الدعاء في كتب العلماء مذكوراً أيضاً في خلال أعمال شهر رجب ، ونحن أيضاً قد أوردناها هناك فلا نعيده ص ١٩٦.
الفصل السابع
في فضل زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام والآداب التي
ينبغي للزائر رعايتها في طريقه إلى زيارته عليهالسلام
في حرمه الطاهر وفي كيفية زيارته عليهالسلام
وفيه ثلاث مقاصد :
المقصد الأول :
في فضل زيارته عليهالسلام
إعلم أنّ فضل زيارة الحسين عليهالسلام ممّا لايبلغه البيان ، وفي روايات كثيرة أنها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد بل هي أفضل بدرجات ، تورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات وإجابة الدعوات ، وتورث طول العمر والانحفاظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء
_________________
١ ـ البحار ٤٢ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦.
٢ ـ الاقبال ٢ / ٢١٢ فصل ٢٣ من باب ٨.