وَأَهالِيهِمْ وَقَراباتِهِمْ. اللّهُمَّ إِنَّ أَعْدائنا عابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلَمْ يَنْهِهِمْ ذلِكَ عَنِ النُّهُوضِ وَالشُّخُوصِ إِلَيْنا خِلافاً عَلَيْهِمْ فَارْحَمْ تِلْكَ الوُجُوهِ الَّتِي غَيَّرَتْها الشَّمْسُ ، وَارْحَمْ تِلْكَ الخُدُودَ الَّتِي تُقَلَّبُ عَلى قَبْرِ أَبِي عَبْدِ الله عليهالسلام وَارْحَمْ تِلْكَ الاَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُها رَحْمَةً لَنا وَارحَمْ تِلْكَ القُلُوبَ الَّتِي جَزَعَتْ وَاحْتَرَقَتْ لَنا وَارْحَمْ تِلْكَ الصَرْخَةَ الَّتِي كانَتْ لَنا ، اللّهُمَّ إِنِّي اسْتَوْدِعُكَ تَلْكَ الاَنْفُسِ وَتِلْكَ الاَبْدانِ حَتَّى تَرْوِيها مِنَ الحَوْضِ يَوْمَ العَطَشِ. فما زال (صلوات الله عليه) يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد ، فلما انصرف قلت له : جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لاتطعم منه شَيْئاً أبداً. والله لقد تمنيت أَنِّي كنت زرته ولم أحجّ فقال لي : ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته يا معاوية لا تدع ذلك. قلت : جعلت فداك فلم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كله فقال : يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأَرض ، لاتدعه لخوفٍ من أحد فمن تركه لخوف رأى من الحسرة مايتمنّى أنّ قبره كان بيده (١) (أي تمنّى أن يكون قد ظلّ عنده حتّى دفن هناك) أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله وعلي وفاطمة والأئمة المعصومون عليهمالسلام؟ أما تحب أن تكون غداً ممن تصافحه الملائكة؟ أما تحب أن تكون غداً في من يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أما تحبّ أن تكون ممّن يصافح رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢)؟
المقصد الثاني :
فيما على الزائر مراعاته من الآداب في طريقه إلى الزيارة
وفي ذلك الحرم الطاهر وهي عديدة :
الأول : أن يصوم ثلاث أيام متوالية قبل الخروج من بيته ، ويغتسل في اليوم الثالث على ما أمر به الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ صفوان ، وستأتي الرواية عند ذكر الزيارة السابعة ص ٥٢٤
_________________
١ ـ قال المجلسي في البحار ١٠١ / ٩ ، أي يتمنّى أن يكون زراره عليهالسلام متيقناً للموت حافراً قبره بيده ...
٢ ـ مصباح الزائر : ١٩٣ ـ ١٩٥ ، كامل الزيارات : ٢٢٨ ح ٢ من باب ٤٠ ، الكافي ٤ / ٥٨٢ ح ١١.