عبدالله عليهالسلام أنّه قال : إذا زرتم أبا عبد الله الحسين عليهالسلام فالزموا الصمت إِلاّ من خير وإنّ ملائكة اللّيل والنّهار من الحفظة يحضرون عند الملائكة الذين هم بالحائر فتصافحهم فلا يجيبونها من شدَّة البكاء فينتظرونهم حتى تزول الشمس وحتى ينور الفجر ثم يكلمونهم ويسألونهم عن أشياء من أمر السماء فأمّا ما بين هذين الوقتين فإنّهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء (١).
وروي أيضاً عنه عليهالسلام : أن الله تعالى وكَّل بقبر الحسين (صَلّوات اللهِ عَليهِ) أربعة آلاف من الملائكة شُعثٌ غبر يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس ، فإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر (٢). والأحاديث في ذلك كثيرة ويبدو من هذه الأحاديث استحباب البكاء عليه في ذلك الحرم الطاهر بل الجدير أن يعد البكاء عليه والرثاء له من أعمال تلك البقعة المباركة التي هي بيت الأحزان للشيعة الموالين.
ويستفاد من حديث صفوان عن الصادق عليهالسلام أنه لا يهناء للمر أكله وشربه لو اطَّلع على تضرّع الملائكة إلى الله تعالى في اللّعن على قتلة أمير المؤمنين والحسين عليهالسلام ونياح الجنِّ عليهما وبكاء الملائكة الذين هم حول ضريح الحسين عليهالسلام وشدة حزنهم ، فمن يتهنّأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم ... (٣).
وفي حديث عبد الله بن حماد البصري عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ أنّه قال : بلغني أن قوماً من نواحي الكوفة وناساً من غيرهم ونساء يندبنه فمن بين قاري يقرأ وقاصٍّ يقصُّ أي يذكر المصائب ونادب يندب وقائل يقول المراثي. فقلت له : نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ماتصف. فقال الحمد للهِ الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا وجعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا أو غيرهم يهذون ويقبِّحون ما يصنعون. وقد ورد في أوائل هذا الحديث أنّه يبكيه من زاره ويحزن له من لم يزره ويحترق له من لم يشهده ، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة ولا حميم قربة ولا قريب ، ثم منع الحق وتوازر عليه أهل الرِّدة حتى قتلوه وضيَّعوه وعرضوه للسّباع ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب وضيَّعوا حقَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيَّته به وبأهل بيته (٤).
_________________
١ ـ كامل الزيارات : ١٧٧ ح ١٩ من باب ٢٧.
٢ ـ كامل الزيارات : ١٧٥ ح ١٣ من باب ٢٧.
٣ ـ كامل الزيارات : ١٨٧ ح ٢٨ وص ٤٩٥ ح ١٧ من باب ٩٨.
٤ ـ كامل الزيارات : ٥٣٨ ح ١ من باب ١٠٨.