الثالثة : زيارة النصف من شعبان
إعلم أنّه وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارته في النصف من شعبان ويكفيها فضلاً أنّها رويت بعدّة أسناد معتبرة عن الإمام زين العابدين وعن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قالا : من أحبّ ان يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبد الله الحُسَين بن علي عليهالسلام في النصف من شعبان فإن أرواح النبيين عليهمالسلام يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم فطوبى لمن صافح هؤُلاءِ وصافحوه ومنهم خمسة أولو العزم من الرسل هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلىاللهعليهوآله وعليهم أجمعين. قال الرّاوي : قلنا له : ما معنى أولي العزم؟ قال : بعثوا إلى شرق الأَرض وغربها جنّها وإنسها (١).
وقد وردت فيه زيارتان : فالأولى : هي ما أوردناه لزيارته عليهالسلام في أول يوم من رجب. والثانية : ما رواه الشيخ الكفعمي في كتاب البلد الأمين عن الصادق عليهالسلام وهي كما يلي : تقف عند قبره وتقول :
الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ العَظِيمِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهاالعَبْدُ الصَّالِحِ الزَّكِيِّ أُودِعُكَ شَهادَةً مِنِّي تُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فِي يَوْمِ شَفاعَتِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شِيعَتِكَ وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدى الطَّالِبُونَ إِلَيْكَ ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ نُورُ الله الَّذِي لَمْ يُطْفَأْ وَلايُطْفَأْ أَبَداً وأَنَّكَ وَجْهُ الله الّذِي لَمْ يُهْلَكْ وَلايُهْلَكُ أَبَداً ، وأَشْهَدُ أَنَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُكَ وَهذا الحَرَمَ حَرَمُكَ وَهذاالمَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِكَ لاذَلِيلَ وَالله مُعِزُّكَ وَلا مَغْلُوبَ وَالله ناصِرُكَ ؛ هذِهِ شَهادَةٌ لِي عِنْدَكَإِلى يَوْمِ قَبْضِ رُوحِي بِحَضْرَتِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ (٢).
الرابعة : زيارة ليالي القدر
إعلم أنّ الأحاديث كثيرة في فضل زيارة الحُسَين عليهالسلام في شهر رمضان ولا سيّما في أول ليلة منه وليلة النصف منه وآخر ليلة منه وفي خصوص ليلة القدر. وروي عن الإمام محمد التقي عليهالسلام قال :
_________________
١ ـ كامل الزيارات : ٣٣٤ ، ح ٢ من باب ٧٢ ، الاقبال ٣ / ٣٣٨ فصل ٥٢ من باب ٩.
٢ ـ البلد الامين : ٢٨٤.