وصروح الجبابرة فيها فضلاً عن المبالغ الطائلة التي ينفقها في فضول المعاش وفي التعامل مع يهود بغداد على أمتعتهم النَّحسة النجسة التي صار ابت يا عها كالجز المكمِّل لزيارة معظم الزّائرين والله المستعان.
المطلب الثالث
في زيارة النواب الأربعة
وهم أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي ، وأبو جعفر محمد بن عثمان ، والشيخ أبو القاسم حسين بن روح النوبختي ، والشيخ الجليل أبو الحسن علي بن محمد السمري رضياللهعنهم.
إعلم أنّ من وظائف الوافدين لزيارة الاعتاب المقدسة في العراق أثناء إقامتهم في مدينة الكاظمين عليهالسلام الطيبة هو التوجه إلى بغداد لزيارة هؤُلاءِ النواب الأربعة الذين نابوا عن الحجّة المنتظر إمام العصر صلوات الله عليه وزيارة قبورهم لا يتطلب من الزائر بذل كثير من الجهد فهي مجتمعة في بغداد غير بعيدة عن الوافدين من الزوّار ، وهي لو كانت منتشرة في أقاصي البلاد لكان يحقّ أن تشدّ إليها الرحال ويطوى في سبيلها المسافات الشاسعة ويتحمّل متاعب السفر وشدائده لنيل ما في زيارة كل منها من الاجر العظيم والثواب الجزيل وهم قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة عليهمالسلام وخواصهم مرتبة وفضلاً وفازوا بالنيابة عن الإمام عليهالسلام وسفارته والوساطة بينه وبين الرعيّة خلال سبعين سنه وقد جرى على أيديهم كرامات كثيرة وخوارق لا تحصى ويعزى إلى بعض العلماء القول بعصمتهم ، وغير خفي أنّهم في مماتهم أيضاً وسائط فمن اللازم أن يبلغ الإمام عليهالسلام ماتكتب في الحاجات والشدائد من الرقاع عن طريقهم وبوسيلتهم كما عرف في محله. والخلاصة أن عظيم فضلهم ومنزلتهم مما لايحدّه البيان وحسبنا ما ذكرناه ترغيباً إلى زيارتهم.
وأما صفة زيارتهم فهي كما ذكرها الطوسي (رض) في التهذيب والسيّد ابن طاووس (رض) في مصباح الزائر مسنداً إلى أبي القاسم حسين بن روح (رض) حَيث قال في صفة زيارتهم يسلّم على رسول الله وعلى أمير المؤمنين بعده وعلى خديجة الكبرى وعلى فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين وعلى الأئمة عليهمالسلام إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ثم تقول : السَّلامُ عَلَيكَ يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ ، وتذكر اسم صاحب القبر واسم أبيه : أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ المَوْلى أَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ