شروطها (١).
وروى أبو الصلت أن الرضا عليهالسلام في طريقه إلى المأمون لما بلغ القرية الحمراء (دِه سُرخ) قيل له : يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد زالت الشمس ، أفلا نصلي؟ فنزل عليهالسلام فقال : ائتوني بماءً فقيل : مامعنا ماء. فبحث بيده الأرض فنبع من الماء ماتوضأ به هو ومن معه وأثره باق إلى اليوم فلمّا دخل سناباد أسند إلى الجبل الذي ينحت منه القدور فقال :
اللّهُمَّ انْفَعْ بِهِ وَبارِكْ فِيما يَجْعَلُ فِيما يَنْحَتُ مِنْهِ ... ، ثم امر عليهالسلام فنحت له قدور من الجبل وقال : لا يأكل إِلاّ ماطبخ فيها فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه (٢).
الرابع : أرّخ صاحب مطلع الشمس أنّ الملك (الشاه) عباس الأول نزل مشهد الرضا عليهالسلام في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ألف وست وذلك بعد مانهب عبد الرحمن الاوزبكي الحرم الطاهر فلم يترك فيها شَيْئاً سوى السياج الذهبي وفي الثامن والعشرين من الشهر ، شهر ذي الحجة ، توجّه الملك إلى مدينة هرات فاستردّها ونظم شؤونها فقفل إلى مدينة خراسان ولبث فيها شهراً رمّم خلاله الصحن المقدس وأنعم على خدام البقعة المباركة ورعاهم بعطفه ثم عاد إلى العراق وفي أواخر السنة الثامنة بعد الألف قدم الملك ثانيا خراسان فقضى فيه فصل الشتاء وتقلّد خدمة الأسْتانة المقدسة وباشرها بنفسه. فكان في بعض الليالي وهو يقرض فضول فتائل الشموع بالمقراضين أن أنشأ الشيخ البهائي على البيهة ، قائلا بالفارسية :
پيوسته بود ملائك عليين |
|
پروانهء شمع روضهء خلد آيين |
مقراض به احتياط زن اي خادم |
|
ترسم ببرى شه پر جبريل أمين |
وكان الشاه قد نذر أن يرحل إلى زيارة الرضا عليهالسلام راجلاً فوفى بنذره في السنة التاسعة بعد الألف وقطع تلك المسافة الشاسعة على قدميه خلال ثمانية وعشرين يوماً. وبهذه المناسبة أورد صاحب كتاب تاريخ عالم آرا هذه الأبيات :
غلام شاه مردان شاه عباس |
|
شه والا گهر خاقان أمجد |
به طوف مرقد شاه خراسان |
|
پياده رفت با اخلاص بيحد |
إلى أن قال :
پياده رفت ، شد تاريخ رفتن |
|
زاصفاهان پياده تا به مشهد |
فلمّا بلغ مدينة خراسان أمر بأن يرحب الصحن المبارك وكان المدخل إلى الروضة حينذاك في
_________________
١ ـ ثواب الاعمال : ٦ ـ ٧.
٢ ـ عيون اخبار الرضا عليهالسلام : ١٤٧ ، ح ١ من باب ٣٩.