عليهما ثم ارفع رأسك وقل : اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِمْ ... إلى آخر الزيارة السالفة. ثم قالوا صل أربع ركعات عند الرأس المقدّس وصلّ ما شئت بعد صلاة الزيارة ... الخ (١).
ولا يخفى أنّهما عليهماالسلام مدفونان في دارهما وكان للدار باب يفتح حينا فتدخل الشيعة منه وتزور قَرِيباً من القبر ، ويغلق حينا فتقف الشيعة للزيارة أمام نافذةٍ في الجدار المقابل للقبر ، ويلاحظ في مفتتح الرواية التي وردت فيها هذه الزيارة هذه العبارة تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبرهما وإِلاّ أومات بالسلام من عند الباب الذي على الشارع (الشبّاك) وهذا الزائر الذي لم يتمكن من الاقتراب من القبر يصلي الصلاة في المسجد. وقد اكترث للامر الشيعة الموالون فنسفوا الدار وشيدوا في موضعه القبّة والحرم والرواق والإيوان فأصبح المسجد داخل الحرم الشريف. والمشهور الان أنّ الإيوان المستطيل المتصل بالرواق خلف العسكريين عليهماالسلام هو المسجد المذكور وعلى كل حال فقد نجا الزائر من هذا الضيق. ولهما عليهماالسلام زيارات خاصّة تخصّ كلاً منهما ، وعامة مشتركة بينهما وهي مذكورة في كتب الزيارات ونسخها كثيرة شايعة لمن رغب في الزيارة بهما. والزائر إذا أسعفه الحال والمجال فمن المناسب أن يزور بالزيارة الجامعة الكبيرة الآتية إن شاء الله تعالى ، فهي بما تحتويه من الكلمات الفصيحة البليغة المعبّرة عن أقصى مراتب الطاعة والخضوع والاقرار بعظمة الأئمة عليهمالسلام وجلالهم هي قد صدرت من منبع الجلال والعظمة الإمام الهادي عليهالسلام.
[زيارة الإمام عليّ الهادي عليهالسلام]
السيد ابن طاووس قد خصّ في (مصباح الزائر) كل واحد منهما عليهماالسلام بزيارة مبسوطة وصلاة عليه ودعاء يدعى به بعد صلاة زيارته وهي بما تحتويها من الفوائد تبعثنا على إيرادها هنا وإن أوجبت التطويل. قال : إذا وصلت إلى محلّه الشريف بسرّ من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك وامش على سكينة ووقار إلى أن تصل الباب الشريف فإذا بلغته فاستأذن وقل :
أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ الله أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ يا فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةَ نِساءِ
_________________
١ ـ المزار الكبير للمشهدي : ٥٥٢ ، ح ١ باب ٧ ، والمزار للمفيد على ما في البحار ١٠٢ / ٦٢ والمزار للشهيد : ٢٢٣ ـ ٢٢٤.