أَدْرِكْنِي (١).
أقول : هذا دعاء شريف وينبغي أن يكرر الدّعاء به في ذلك الحرم الشريف وفي غيره من الأماكن. ونحن قد أثبتناه في الباب الأول باختلاف يسير.
الزيارة الاُخِرى : ما رواه السيد ابن طاووس قال : صلّ ركعتين وقل بعدها : سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ ... الخ (٢). ونحن قد أثبتناها في الفصل السابع من الباب الأول تحت عنوان الاستغاثة به عليهالسلام نقلاً عن كتاب الكلم الطيب فراجعها هناك ص ١٧٦.
أقول : أفرد السيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر فصلاً لاعمال السرداب المقدس فأثبت فيه ست زيارات ثم قال : ويلحق بهذا الفصل دعاء الندبة وما يزار به مولانا صاحب الأمر عليهالسلام في كل يوم بعد فريضة الفجر وهي السابعة من الزيارات ، ودعاء العهد الذي أُمرنا بتلاوته في زمان الغيبة ومايدعى به عند إرادة الخروج من ذلك الحرم الشّريف. ثم بداً في ذكر هذه الأمور الأربعة ونحن نتابعه في هذا الكتاب المبارك بذكر تلك الأمور :
الأمر الأول : دعاء الندبة : ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة (أي عيد الفطر والأضحى والغدير ويوم الجمعة) وهو :
الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ماجَرى بِهِ قَضاؤُكَ فِي أَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ إِذْ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ ماعِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذِي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضْمِحْلالَ ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها ، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُم بِوَحْيِكَ وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرِيعَةَ (٣) إِلَيْكَ وَالوَسِيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنها ، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ (٤) آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ
_________________
١ ـ رواه المفيد كما في البحار ١٠٢ / ١١٩.
٢ ـ مصباح الزائر : ٤٣٥.
٣ ـ الذّرائع ـ خ ـ.
٤ ـ مع من ـ خ ـ.