ربّه مستغفراً ذنبه فلما سلّم عليه اجابه وتبسم في وجهه كأنّه عرف القضية فسأل عنهُ ما سأل عنهُ في الرؤيا ، فعلّمه مِن حينه عين ذاك الدعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبّت عليه الدنيا مِن كلّ ناحية ومكان ، وكانَ المَرحوم الحاج المَولى فتح علي رض يثني على السَيد ثناءً بليغا وقد ادركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزمان ، وأمّا ما علّمه السيد في اليقظة والمنام فثلاثة أمور :
الأول : أَن يذكر عقيب الفَجر سَبعين مرّة واضعاً يدهُ على صدره : يا فتّاح.
الثاني : أَن يواظب على هذا الدعاء المَروي في الكافي وَقَد عَلَّمَهُ النَّبيِّ صلىاللهعليهوآله رجلا مِن أصحابِهِ مُبتلى بالسقم والفقر فما لبث أَن ذهَب عنهُ السقم والفقر :
لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١).
الثالث : أَن يدعو دبر صلاة الغداة بالدعاء الذي رواهُ ابن فهد. وَيَنبغي أن يغتنم هذهِ الاَوراد ويداوم عَلَيها ولا يغفل عَن آثارها (٣).
واعلَم انه يستحب سجدة الشكر عقيب الصلوات استحبابا أكيداً ، والدعوات والاَذكار المأثورة فيها كثيرة. وَقَد روَي عَن الرضا عليهالسلام قالَ : إن شئتَ فَقُل فيها مائة مرة : شُكْراً شُكْراً ، وإن شئتَ فَقُل مائة مرة : عَفواً عَفْواً (٤).
وَعَنهُ عليهالسلام قالَ : أدنى ما يجزي في سَجدة الشُكر أن يقول ثلاثاً : شُكْراً للهِ (٥).
واعلَم أيضاً أنَّ لنا ادعيةً وأذكاراً كثيرةً واردة عند طلوع الشَمس وعند غروبها مأثورة عَن النَّبيِّ صلىاللهعليهوآله والأئمة الطاهرين عليهالسلام ، وَقَد حرَّضت الآيات والاَخبار تحريضاً ورغبت ترغيباً في المحافظة على هاتين الساعتين وَنَحنُ نقتصر هنا على ذكر عدة من الأدعية المُعتبرة.
الأول : روى مشايخ الحديث باسناد معتبره عَن الصادق عليهالسلام أنه قال : فريضة على كل مسلم أن يَقول قَبلَ طلوع الشَمس عشراً وقَبلَ غروبها عشراً :
لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَيُمِيتُ
_________________
(١) الكافي ٢ / ٥٥١ كتاب الدعاء ، باب الدعاء للرزق ، ح ٣.
(٢) انظر الصفحة السابقة.
(٣) دار السلام للنوري ٢ / ٢٦٦ مع اختلاف لفظيّة.
(٤) تهذيب الأحكام ٢ / ١١ ح ٤١٧.
(٥) الصدوق من علل الشرايع ص ٣٦٠ باب ٧٩ ، باب علّة سجدة الشكر ، ح ١.