أربع إلى سبط خير الورى الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام فهو عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ومرقده الشريف في الري معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الخلق وعلو مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشمس فإنّه من سلالة خاتم النبيّين وهو مع ذلك من أكابر المحدّثين ، وأعاظم العلماء والزهّاد والعبّاد وذوي الورع والتقوى. وهو من أصحاب الجواد والهادي عليهالسلام وكان متوسّلا بهما أقصى درجات التوسّل ومنقطعاً إليهما غاية الانقطاع. وقد روى عنهما أحاديث كثيرة (١) وهو المؤلف لكتاب خطب أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكتاب اليوم والليلة (٢) ، وهو الذي عرض دينه على إمام زمانه الإمام الهادي عليهالسلام فأقره وصدّقه وقال : يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه فأثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الدنيا والآخِرة (٣). وقد ألّف الصاحب بن عبّاد رسالة وجيزة في أحواله ، وشيخنا ثقة الإسلام النوري قد أورد الوجيزة في خاتمة كتاب المستدرك (٤).
وروى هناك وفي كتاب الرجال للنجاشي أنه خاف من السلطان فطاف بالبلدان على أنّه فيج الرسول) ثم ورد الريّ وسكن بساربانان. وعلى رواية النجاشي سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة المولى وكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً يزور القبر المقابل لقبره وبينهما الطريق ويقول هو رجل من ولد موسى بن جعفر عليهالسلام. فلم يزل يأوي إلى ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليه وعليهم السلام حتى عرفه أكثرهم فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له : إن رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باغ (بستان) عبد الجبار بن عبد الوهاب وأشار إلى المكان الذي دفن فيه فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له : لأي شي تطلب الشجرة ومكانها فأخبره بالرؤيا فذكر صاحب الشجرة ، أنّه كان رأى مثل هذه الرؤيا وأنه جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ (البستان) وقفاً على الشريف والشيعة يدفنون فيه. فمرض عبد العظيم ومات (رض) فلما جرّد ليغسّل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه فإذا فيها : أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام (٥).
_________________
١ ـ نقد الرجال للتفرشي ٣ / ٧٠.
٢ ـ خاتمة المستدرك ٤ / ٤٠٤ عن رسالة الصاحب بن عبّاد.
٣ ـ كمال الدين ٢ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ح ١ باب ٣٧ مع اضافات مفيدة في أوّله.
٤ ـ خاتمة مستدرك الوسائل ٤ / ٤٠٤ ذيل رقم ١٧٣.
٥ ـ رجال النجاشي : ٢٤٧ ، رقم ٦٥٣.