ونجد هناك في عصرنا قبراً ينسب إلى حمزة ابن الإمام موسى عليهالسلام والظاهر أنّه القبر الذي كان يزوره عبد العظيم وينبغي زيارته أيضاً إن شاء اللهِ ، ولا بأس بأن يزار بهذه الزيارة إِلاّ أنه يحذف منها الجملة : السلام عليك يا أبا القاسم ، والجملة التي تليها ، انتهى. لا يخفى عليك أنّ قبر الشيخ الجليل السعيد قدوة المفسرين جمال الدين أبي الفتوح حسين بن علي الخزاعي (رض) صاحب التفسير المعروف واقع في صحن حمزة عليهالسلام وينبغي زيارته ، والشيخ الصدوق رئيس المحدثين المعروف بابن بابويه قبره بقرب بلدة شاهزاده عبد العظيم فلا تغفل عن زيارته أيضا.
المطلب الثالث
في زيارة قبور المؤمنين رضياللهعنهم أجمعين
روى الثقة الجليل الشيخ جعفر بن قولويه القمّي عن عمرو بن عثمان الرازي قال : سمعت أبا الحسن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام يقول : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا (١).
وروي أيضاً بسند صحيح عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري قال : كنت بفيد (وهو اسم منزل في طريق مكة) فمشيت مع عليّ بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : فقال لي عليّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر ـ عن الرضا عليهالسلام ـ قال : من أتى قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرّات أمن يوم الفزع الأكبر (٢). ومثله حديث آخر ولكن زاد فيه واستقبل القبلة (٣).
أقول : ظاهر الحديث أن الضمير في قوله عليهالسلام : أمن من الفزع الأكبر راجع إلى القارى نفسه ومن المحتمل رجوعه إلى صاحب القبر ويؤيد هذاالمعنى ما سيأتي من الرواية عن السيد ابن طاووس. وروي أيضاً في كامل الزيارة بسند معتبر عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : سألت الصادق عليهالسلام كيف أضع يدي على قبور المسلمين؟ فأشار بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مستقبل القبلة (٤).
وروي أيضاً بسند صحيح عن عبد الله بن سنان قال : قلت للصادق عليهالسلام كيف أسلم على أهل
_________________
١ ـ كامل الزيارات : ٥٢٨ ، ح ١ ، باب ١٠٥.
٢ ـ كامل الزيارات : ٥٢٨ ، ح ٣ ، باب ١٠٥.
٣ ـ كامل الزيارات : ٥٢٩ ، ح ٤ ، باب ١٠٥.
٤ ـ كامل الزيارات : ٥٢٩ ، ح ٥ ، باب ١٠٥.