الأحاديث كثير ومؤكد وقال الله تعالى : (فَاذا فَرَغْتَ فانْصَبْ وإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (١).
وروي في تفسير الآية : إذا فرعت من الصلاة فأتعب نفسك بالدعاء وارغب إلى ربك وسله حاجتك واقطع رجاءك عمّن سواه (٢).
وعن أمير المؤ منين عليهالسلام قال : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب (٣) في الدعاء (٤).
والمستفاد من الروايات أنّ التعقيب يوجب الزّيادة في الرزق وأنّ المؤمن يعدّ مصلِّيا وكتب له ثواب الصلاة ما كان مشتغلاً بذكر الله بعد الصلاة ، والدعاء بعد الفريضة أفضل مما بعد النافلة (٥).
قال العلامة المجلسي رض : إنّ التعقيب على ما يظهر من لفظه هو القرآن والدّعاء والذكر المتّصلة بالصلاة عرفا والأفضل أن يكون المعقّب على وضؤ مستقبلاً القبلة ، والأحسن أن يجلس على هيئة المتشهد ، وأن لا يتكلم في أثناء التعقيب لاسيّما في تعقيب فريضة العشاء ، وذهب البعض إلى لزوم مراعاة جميع شرائط الصلاة في التعقيب ، ولكن الظاهر أن المر يثاب ثواب التعقيب في الجملة إذا اشتغل بعد الصلاة بالقرآن والذكر والدّعاء ولو ماشياً (٦).
أقول : قد ورد عن الأئمة الأطهار عليهمالسلام للتعقيب أدعية كثيرة للدنيا والآخرة. والصلاة هي أشرف العبادات الجوارحية ولتعقيباتها المأثورة أثر بالغ في تكميلها وتتميمها ، كما أنها تورث رفع الدرجات والحطّ من السيّئات وحصول المطالب والحاجات ، وهذا ماحملني على أن أورد نبذا منها هنا في هذه الرسالة اقتباسا في الأغلب من كتابي (البحار) و (المقباس) للعلامة المجلسي عطر الله مرقده الشريف.
أقول : إنّ التعقيبات المأثورة نوعان عامّة وخاصّة :
التعقيبات العامة
وهي مايعقب بها عامّة الصلوات فلاتخص صلاة خاصّة ، وهي كثيرة ونكتفي بإيراد جملة منها :
الأول : تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، والأحاديث المأثورة في فضل هذا التسبيح تفوق حد
_________________
١ ـ الانشراح : ٩٤ / ٨.
٢ ـ انظر مجمع البيان ١٠ / ٧٧٢ ذيل الاية.
٣ ـ النصب : هو التعب.
٤ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ح ٩٥٥.
٥ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٨ ح ٩٣٦ عن الباقر عليهالسلام وح ٩٦٦ عن الصادق عليهالسلام.
٦ ـ البحار ٨٥ / ٣١٤ ـ ٣١٧.