الفصل الرابع
في فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالها
إعلم أنّ ليلة الجُمعة وَنهارها يمتازان على ساير الليالي وَالايام سمّواً وَشرفاً وَنباهة.
روي عَن النّبي صلىاللهعليهوآله قال : إنّ ليلة الجُمعة وَنهارها أربع وعشرون ساعة لله عزّ وَجلّ في كُلِّ ساعة ستمائة الف عتيق من النّار (١).
وَعَن الصّادق عليهالسلام قالَ : من مات ما بَينَ زوال الشمّس من يَوم الخميس إلى زوال الشمس من يَوم الجُمعة اعاذه الله من ضغطة القبر (٢).
وَعنه عليهالسلام أيضاً قالَ : انّ للجمعةِ حقّاً فايّاكَ ان تضيّع حرمته أو تقصّر في شيٍ من عبادةِ الله تَعالى والتقرّب إلَيهِ بالعمل الصّالحِ وَترك المحارم كُلَّها فانّ الله تَعالى يُضاعِف فيهِ الحَسنات وَيَمحو السّيّئات وَيَرفَع فيهِ الدّرجات ، وَيومه مثل ليلته فان استطعت أن تحييها بالدّعاءِ وَالصّلاةِ فَافعل فإن الله تَعالى يَرسل فيها الملائِكة إلى السَّماء الدّنيا لتضاعف فيها الحسَنات وَتَمحو فيها السيّئات ، وَانّ الله واسِعٌ كريم (٣).
وأيضاً في حديث معتبر عنه عليهالسلام قالَ : انّ المؤمِنَ ليدعو في الحاجة فَيُؤخر الله حاجَتَهُ التي سَأل إلى يَوم الجُمعة ليخصّه بفضله (أي ليضاعف له بِسَبب فَضل يَوم الجُمعة) (٤). وَقالَ : لمّا سَأل إخوة يوسُفَ يَعقوب أنْ يَسْتَغِفرَ لَهُم قَال : سَوفَ أستَغفِرُ لَكمْ رَبّي ثمّ أخّر الاستغفار إلى السّحر من لَيلة الجُمعة كَي يُستجاب لَهُ (٥).
وَعَنه أيضاً قالَ : إذا كانت ليلة الجُمعة رَفَعت حِيتَان البَحر رؤوسَها وَدَوابّ البَراري ، ثمّ نادت بِصوتٍ طَلق ربّنا لاتُعَذِّبْنا بِذنوب الادميّين (٦).
وَعَن الباقِر عليهالسلام قالَ : إنّ الله تعالى لَيأمر مَلَكا فَيُنادي كُلّ لَيلة جُمعة مِن فَوقِ عَرشِه مِن أوّل اللّيل إلى آخرهِ : إِلاّ عبد مُؤمِن يَدعوني لاخِرَتهِ وَدُنياه قَبلَ طُلوع الفَجر فَأجيبه ، ألا عبد مُؤمن
_________________
١ ـ بحارالأنوار ٨٩ / ٢٦٨ باب فضل يوم الجمعة وليلتها عن خصال الصدوق.
٢ ـ ثواب الأعمال للصدوق : ١٩٤.
٣ ـ مصباح التهجّد : ٢٨٣ وفيه : فإنّ الله تعالى يضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات.
٤ ـ المحاسن للبرقي : ص ٥٨ باب ٧٤ ح ٩٤.
٥ ـ بحارالانوار ٨٩ / ٢٧١ عن المقنعة : ٢٥ والصدوق في الفقيه ١ / ٢٧٢.
٦ ـ بحارالانوار ٨٩ / ٢٨١ عن كتاب العروس.