من شي منهما. والأحسن ان يختار ما يقوله فيها مما سيأتي من الأذكار والأدعية (١).
ويستحب إطالة هذا السجود كما روي عن الكاظم عليهالسلام أنّه كان يظلّ ساجداً من بعد طلوع الفجر إلى الزوال ومن بعد العصر إلى المساء (٢).
وفي حديث آخر : إنه كانت له عليهالسلام بضع عشرة سنة كل يوم يسجد بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال (٣).
وروي بسند صحيح أن الرضا عليهالسلام كان يطيل سجوده حتى يبتل حصى المسجد من عرقه ، وكان يلصق خديه بالمسجد (٤).
وفي كتاب الرجال للكشّي : إن الفضل بن شاذان قال : دخلت على محمد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده قال : كيف لو رأيت سجود جميل بن درّاج. ثم حدّث أنّه دخل على جميل بن درّاج فوجده ساجداً فأطال السجود جداً فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير : أطلت السجود فقال : فكيف لو رأيت سجود معروف بن خرّبوذ (٥)؟
وروي أيضاً عن الفضل بن شاذان قال : إن حسن بن علي بن فضال كان يخرج إلى الصحراء للعبادة فيسجد السجدة فتجي الطير فتقع عليه فما يظنّ إِلاّ أنّه ثوب أو خرقة وإنّ الوحوش لترعى حوله فلاتنفر منه لما قد اَّنست به (٦).
وروي أيضاً : أن عليّ بن مهزيار كان إذا طلعت الشمس سجد وكان لا يرفع رأسه حتي يدعو لألف من إخوانه المؤمنين بمثل ما دعا به لنفسه ، وكان علي جبهته سجادة مثل ركبة البعير (٧).
وروي أيضاً أن ابن أبي عمير يسجد بعد صلاة الصبح فلا يرفع رأسه إِلاّ عند الظهر (٨).
والأفضل أن تكون سجدة الشكر عقيب التعقيبات وقبل النوافل. وأما لصلاة المغرب
_________________
١ ـ انظر من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٣٣ ذيل ح ٩٧٧ والكافي ٣ / ٣٢٤ ح ١٤ و ١٥.
٢ ـ انظر ارشاد المفيد ٢ / ٢٣١.
٣ ـ البحار ٨٦ / ٢٣٠ عن العيون.
٤ ـ انظر البحار ٤٩ / ٩٢ ـ ٩٣.
٥ ـ رجال الكشي ٢ / ٥٢٢ برقم ٤٦٩ في ترجمة جميل بن درّاج.
٦ ـ رجال الكشي ٢ / ٨٠١ برقم ٩٩٣ في ترجمة حسن بن علي بن فضال.
٧ ـ رجال الكشي ٢ / ٨٢٥ برقم ١٠٣٨.
٨ ـ رجال الكشي ٢ / ٨٥٥ برقم ١١٠٦ في ترجمة محمد بن ابي عمير.