خَوفي مُسْتَجيراً بِأمانِكَ وَأمْسى ذُلّي مُسْتَجيراً بِعِزِّكَ وَأمْسى فَقْري مُسْتَجيراً بِغِناكَ وَأمْسى وَجْهي البالي (١) مُسْتَجيراً بِوجْهِكَ الدّائِمِ الباقي ، اللَّهُمَّ ألبِسْني عافِيَتَكَ وَغَشِّني بِرَحْمَتِكَ وَجَلّلْنِي كَرامَتَكَ وَقِني شَرَّ خَلْقِكَ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ يا الله يا رَحْمنُ يا رَحيمُ (٢). وينبغي الاشتغال حينئذ بالتسبيح والاستغفار ، فهذه الساعة تضاهي الغداة شرفا وفضلاً وقال تعالى : (وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوع الشَّمس وقَبْلَ الغُروبِ) ، وعن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال : إذا تغيّرت الشمس (أي أشرفت على الغروب) فاذكر الله عزَّ وجلَّ. فإذا كنت مع من يشغلك فقم وادع (أي ابتعد عنهم) واشتغل بالدعاء (٤).
والدعاء عند الغروب : يا مَنْ خَتَمَ النُبوّةَ بِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله إخْتِمْ لي في يومي هذا بِخَيرٍ وَشَهْري بِخَيرٍ وَسَنَتي بِخَيرٍ وعُمْري بِخَيرٍ (٥).
العمل عند الغروب : وتهلل وتستعيذ بالله بالتهليل والاستعاذة المأثورة التي ستذكر في دعوات الصباح والمساء ، ثم تضع يدك على رأسك وتمرّها على وجهك ، وتأخذ لحيتك بيدك وتقول : أحَطْتُ عَلى نَفْسي وَأهْلي وَمالي وَوَلَدي مِنْ غائِبٍ وَشاهِدٍ بِالله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ الحيّ القَيومُ لاتَأخِذَهُ سِنَةٌ وَلانَومٌ. وتقرأ الآية إلى العَليُّ العَظيمُ (٦).
ثم تبادر إلى صلاة المغرب ولا ينبغي تأخيرها عن أوّل وقتها وقد بالغت الأحاديث المأثورة في المنع عن تأخيرها عن أوّل وقتها ، وإذا أردت أن تصلي فأذّن وأقم متأدبا بمامرّ من اَّدابها ، وقل بين الأذان والإقامة : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بإقْبالِ لَيْلِكَ وَإدْبارِ نَهارِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأصْواتِ دُعاتِكَ وتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتوبَ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوابُ الرَّحيمُ (٧).
ثم تصلي المغرب بجميع اَّدابه وشرائطه وتكبّر بعد الفراغ من الصلاة بالثلاث تكبيرات
_________________
١ ـ وبعده في المصدرين : الفاني.
٢ ـ فلاح السائل : ٣٨٣ برقم ٢٥٤ فصل ٢٢ وعدّة الداعي : ٣٠٩ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٣ ـ ق : ٥ / ٣٩.
٤ ـ فلاح السائل : ٣٨٣ ذيل رقم ٢٥٥ باب ٢٢.
٥ ـ مصباح المتهجّد : ٨٣.
٦ ـ فلاح السائل : ٣٨٦ برقم ٢٦١ فصل ٢٢.
٧ ـ مصباح المتهجّد : ٩٧ وفلاح السائل : ٤٠٤ برقم ٢٧٣ فصل ٢٣.