قال : لأنهم خلوا بربهم فكساهم الله من نوره (١).
وبالاجمال فالرويات في ذلك جمّة ، ويكره ترك القيام في الليل. وروى الشيخ بسند صحيح عن الصادق عليهالسلام قال : ما من عبد إِلاّ وهو يتيقظ مرّة أو مرّتين في الليل أو مراراً فإن قام وإِلاّ فحج الشيطان فبال في أذنه ، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذاك قام ثقيلاً وكسلاناً؟ (٢).
وروى البرقي بسند معتبر عن الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) قال : إن للّيل شيطانا يقال له (الرّها) فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة قال له : ليست ساعتك ثم يستيقظ مرة أخرى فيقول : لم يئن لك ، فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر بال في أذنه ثم انصاع يمصع (٣) بذنبه فخرا ويصيح (٤).
وروى ابن أبي جمهور عن النبي صلىاللهعليهوآله : أنه قال يوماً لأصحابه : إنّ الشيطان ليعقد على قافية (٥) رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد مكان كل عقدة عليك ليل طويل فأرقد فإذا انتبه وذكر الله حُلّت منها عقدة ، فإذا توضأ حلّت أخرى ، فإذا صلّى حلّت العقدة الثالثة فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإِلاّ أصبح خبيث النفس كسلان (٦) ، وهذا الحديث مروي أيضاً في كتب أهل السنّة (٧).
وروى القطب الراوندي عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : لاتطمع في نور الوجه مع النوم في الليل كله ، ولا في الأمان من الدنيا مع مصاحبة الفسّاق (٨).
وروى القطب الراوندي أيضاً أن عيسى عليهالسلام نادى أمه بعد موتها فقال كلّميني يا أمّي هل تريدين العود إلى الدنيا فأجابت بلى لكي أصلي لله في جوف الليل القارس وأصوم في اليوم الشديد الحرّ يا بني فإنّ الطريق مخوف (٩).
وأما صفة صلاة الليل على طريقة سهلة وجيزة يتيسر لكل أحد أداؤها فهي كما يلي :
_________________
١ ـ علل الشرايع ٢ / ٣٦٦.
٢ ـ المحاسن ١ / ١٦٧ ح ٢٤٨ كتاب عقاب الاعمال باب ١٠.
٣ ـ أي يحرّكه.
٤ ـ المحاسن ١ / ١٦٧ ح ٢٤٩.
٥ ـ قافية الرأس : مؤخّره.
٦ ـ درر اللآلي للراوندي كما في مستدرك الوسائل ٦ / ٣٤٠ ح ٦٩٥٦.
٧ ـ سنن النسائي ١ / ٤١١ برقم ١٣٠١.
٨ ـ لب الالباب للراوندي كما عنه مستدرك الوسائل ٦ / ٣٤٠ ح ٦٩٥٥.
٩ ـ لب الالباب للراوندي كما عنه المستدرك ٦ / ٣٣٨ ح ٦٩٤٨.