قال : (وظننتم ظن السوء) (١) (عليهم دائرة السوء) (٢) ، ولكن كن على ثقة كاملة من رحمة الله جلّ جلاله الشاملة ومن كمال جوده وإنجاز وعوده أبلغ ممّا تكون لوقصدت حاتما الجواد في طلب قيراط منه ، فإنك تقطع أنّه يعطيك القيراط لو طلبته لك بكل طريق واعلم أنّ حاجتك عند الله تعالى أهون وأقل من قيراط عند حاتم فإياك وأن يكون اعتمادك على الله أقل ، وينبغي أن تكون نيتك في صوم حاجتك وصلاتك لنازلتك أنّك تصوم صوم الحاجة وتصلّي صلاة الحاجة للأهم فالأهم من حاجتك الدينيّة وأهمها حوائج من أنت في حفاوة هدايته وحمايته وهو إمام العصر (صلوات الله وسلامه عليه) ، فيكون صومك وصلاتك أولاً لأجل قضاء حوائجه (صلوات الله وسلامه عليه) ، ثم لحوائجك الدينية ، ثم لحاجتك التي قد عرضت لك الان وكنت تقصدها. مثال ذلك أن تخاف على نفسك من البوار والقتل فتصوم صوم الحاجة للسلامة من هذا الخطر وأنت تعلم أن صومك لعفو الله جلّ جلاله ورضاه عنك وإقباله عليك وقبوله منك أهمّ لديك لان قتل مهجتك إنما يذهب به دنياك إذا كنت في القتل سلِيماً في دينك وسريرتك ثم أنت إذا لم تقتل فلابد أن تموت على كل حال وعفو الله جلّ جلاله ورضاه لو لم يحصل هلكت في الدنيا والآخرة وحصلت في أهوال لا يقدر على احتمالها قوة الخيال وإنّما قلنا : تقدم حوائج إمام عصرك لانّ بقاء الدنيا وأهلها مسبب عن وجوده فإذا كنت محفوظا بواحد فكيف تقدّم حوائجك على حوائجه؟ بل يجب أن تقدم حوائجه ومراده على حوائجك ومرادك ، واعلم أنه صلوات الله عليه مستغن عن صومك وصلاتك لحاجاته وإنّما تكون أنت إذا علمت بما قلناه أدّيت الأمانة كما تستفتح أدعيتك بالصلاة عليهم صلوات الله عليهم أجمعين (٣).
صلاة الاستغاثة
في المكارم : إذا هممت بالنوم في الليل فضع عند رأسك إناءً نظيفا فيه ماء طاهر وغطّه بخرقة نظيفة فإذا انتبهت لصلاتك في الليل فاشرب من الماء ثلاث جرع ثم توضأ بباقيه وتوجه إلى القبلة وأذن وأقم وصلِّ ركعتين تقرأ فيهما ما شئت من سور القرآن فإذا فرغت فاركع وقل في ركوعك خمسا وعشرين مرة : يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ. ثم ترفع رأسك فتقولها خمسا وعشرين مرة وتؤدي مثل ذلك في السجدة الأولى وإذا رفعت رأسك منها وفي السجدة الثانية وبعد رفع رأسك منها ، ثم تنهض إلى الثانية وتفعل كفعلك في الأولى وتسلم وقد أكملت
_________________
١ ـ الفتح : ٤٨ / ١٢.
٢ ـ الفتح : ٤٨ / ٦.
٣ ـ جمال الاسبوع : ٣٢٦ ـ ٣٣٠ في أول الفصل ٣٥.