الرَّجيمِ (١).
أقول : من شاء أن يقوي ذاكرته فليستعمل السواك وليصم وليقرأ القرآن لا سيما آية الكرسي وليدمن أكل الزبيب على الريق ، ولا سيّما إحدى وعشرين حبة من الأحمر منه ، فذلك ينفع للفهم والذهن والحفظ ، ومما يورث الحفظ أكل اللحم مما يلي العنق وأكل الحلوا والعسل والعدس وقيل إنّ ممّا جرب للحفظ أن يؤخذ من الكندر والسعد وسكر طبر زد أجزاء متساوية وتسحق ناعما ويستف كل يوم خمسة دراهم ، يستعمل ثلاثة أيام ويقطع خمسة ، وهكذا وليقل أيضاً كل يوم بعد فريضة الصبح قبل أن يتكلم : يا حَيُّ يا قَيُّومُ فلايَفُوتُ شَيْئاً عِلْمُهُ وَلايؤدُهُ ، وليقرأ عقيب الصلوات دعاء : سُبْحانَ مَنْ لايَعْتَدِي عَلى أهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، وليصل أيضاً ما رويناه في الباب الثاني من الصلاة لقوّة الذاكرة ، وغير ذلك وليتجنب ما يورث النسيان وهو أكل التفّاح الحامض والكزبرة الخضراء ، والجبن وسؤر الفار ، والبول في الماء الواقف وقراءة ألواح القبور ، والمشي بين امرأتين ، والقاء القملة الحية على الأرض ، وترك تقليم الأظفار وترك القيلولة ، والاكثار من المعاصي وكثرة الهموم والأحزان في أمور الدنيا وكثرة الاشغال والعلائق والنظر إلى المصلوب والمرور بين القطار من الجمل.
الأربعون : روى الشيخ ابن فهد عن الصادق صلوات الله عليه : إن كل دعاء لم يبدأ بالتمجيد فهو أبتر وإنما التمجيد ثم الثناء ، قال الراوي : ماأدنى مايجزي من التمجيد قال قل : اللّهُمَّ أنْتَ الأول فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيٌ وَأنْتَ الاخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيٌ وَأنْتَ الظّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيٌ وَأنْتَ الباطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيٌ وَأَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٢).
خاتمة
في بعض ما يتعلق بالموت من الآداب والأدعية
إعلم أنه إذا بان على المر إمارات الموت ، فأوّل من عليه أن يهتم لذلك هو نفسه حيث أنّه يستقبل سفراً لايؤوب منه ، هو السفر إلى دار الآخرة ويحتاج فيه من الزاد إلى ما يناسب السفر فأول ما يجب عليه هو الاقرار بالذّنب ، والاعتراف بالتقصير والندامة عمّا سلف والتوبة الكاملة ، والبكاء والتضرّع إلى جناب قدس الله ، كي يغفر له ما سلف من ذنوبه ، ولا يكله إلى
_________________
١ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٥.
٢ ـ ورواه الكافي ٢ / ٥٠٤ ح ٦.