بكتاب «فجر الاسلام» يشق طريقه من الافق المصرى وله في السمع دوى مجلجل ، وفي القلب طعنات دامية ، وفي الضمائر وخزات مؤلمة ، فتركت يوم المباهلة وحديث مؤتمر نجران الى كتاب «تحت راية الحق» في الرد على طعون «فجر الاسلام».
كانت طعونن كتاب فجر الاسلام قاسية لا يرتكبها اديب مفكر ولا يقدم عليها عالم مثقف ولكن شاء الاديب الاستاذ احمد امين ان يتخلى عن ادبه وعلمه وشاء ان يكون مسفا ملتويا وابت عليه نفسه ان يكون حرا ودفعته الى التقليد فكتب مقلدا وطعن ظالما وتحدث بغير روية فتنكب عن الصراط السوى فانكره الادب والعلم واسف فجفاه الخلق والتوى في الطريق ففقد الثقة.
وكان من الطبيعي لنا ان نترك كتاب (المباهلة) ونترك كل شئ ، فان كتاب فجر الاسلام بما يحمله من طعون دامية يحتاج الى محاسبة دقيقة واقول دقيقة لا لان كتاب فجر الاسلام جائنا بشئ جديد لم يفتريه من قبل ابن تيمية والشهرستاني وابن حزم الظاهري ولم يلصقوه بالشيعة ، وانما يوم احمد امين بماضي سلفه وليس ما في كتابه الا حلقة تتلقى باخواتها المختفية خلف التاريخ وكأن تلك الانفس التي لفها الماضي بطياته تقمصت في هذا الانسان الذي يسمونه اليوم احمد امين.
وهكذا اسئ الى العلم والحق مرة ثانية ولكن مع الفرق بين الاسائتين فان تلك كانت في عصور مظلمة ظالمة غايتها ارضاء المحكوم لحاكمه