ولم يكتف العرب بهذه الاصنام الكبرى ، بل ربما كان بعضهم أو اكثرهم يتخذ له صنما في بيته يطوف به عند خروجه وساعة اوبته ، وربما صحبه معه في سفره.
وكانوا يعتبرونها الوسيط بينهم وبين الله ويعبدونها لتقربهم من الله زلفى ، فهم يذكرون الله على السنتهم ، ويسمون عبد الله وتيم الله الا انهم نسوا عبادة الله واقتصروا على عبادة هذه الاصنام.
ولقد تسرب الى الجزيرة العربية ديانات اصطدمت مع ديانتهم تسربت إليها اليهودية وكونت لها مستعمرات في شبه الجزيرة اهمها يثرب ، ونشط اليهود لبث دعوتهم وعملوا على نشرها في الجنوب وتهود كثير من اهل اليمن.
وتسربت إليها النصرانية ، ولم يكن طريقها من الشمال فقط ، فان النصرانية امتدت الى الحبشة ثم عبرت البحر الاحمر الى اليمن ثم استقرت في نجران وكذلك تسربت من الشام الى الحيرة وامتدت على شاطئي دجلة والفرات.
النصرانية الحقيقة التي جاء بها عيسى عليه السلام ديانة روحية مقدسة لم تكن لتختلف بجوهرها عن الديانة اليهودية التي جاء بها موسى عليه السلام وكذلك لا تختلف عن الاسلام بقدر ما يتراءى اليوم من الذين يدينون بالاديان الثلاثة.