بنسبة واحدة والذين امتازوا بهديهم واخلاقهم وكمالهم النفسي كانوا افرادا قلائل اولئك النخبة الممتازة ة ومن بين هذه النخبة الممتازة افراد هم الصفوة الصفوة ولباب اللباب هم «اهل بهلة الانبياء» وموضع عناية الله سبحانه وهداة الخلق الى الحق لا يقاس بهم احد ولا يساويهم في المنزلة عند الله احد وهم «سجية الانبياء وصفوتهم» الذين اصطفوهم من بين سائر المؤمنين ولو سئل الله بهم سؤال السائلين. وما كادت تطالع اساقفة نجران ان وجوه اهل بهلة الانبياء حتى ارتدوا على اعقابهم ترتعد فرائصهم بعد لم يثوبوا الى رشدهم من الدهشة التي اخذتهم حينما شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى طالعتهم هذه الوجوه المشعة بالنور الرباني في الساعة الحاسمة فاحتوتهم الدهشة ثانية وطاشت عقولهم فقد رأوا وجوها لو سئل الله ان يزيل بها جبلا لازاله.
ودنت اللحظة الفاصلة التي كادت ان تفصل بين عهدين ، وتحسم بين مبدأين الى النهاية ة التي لا تتصل بحد من الزمن ، وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقول الفصل من امره وامرهم ، ولا بقاء على الدوام الا للاصلح. ولا شك بان المسيحية لم يبق لها شكلها الروحي ، والعالم يحتاج المصلح الذي يطهر العقيدة من دنس الرذائل التي عمت اطراف العالم.
واسقف نجران ابى وامتنع عن ان يباهل ، فان تلمس الحقيقة في الوجوه التي خرجت لتباهله وليس في نجران ولا في غيرها من يدفع لعنة الله الحاطمة والعذاب النازل فيما لو سأل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه ان يجعل لعنته على الكاذبين ورفعت تلك الايدي للتأمين على دعاء نبيه ، وعرفوا انه لن يخطئهم السهم المراش فيما إذا باهلوه وانهم في نقطة التحول ، والعقل لا يتصور