ودعى الانسان الى النظر في آيات الله الذي خلق كل شئ فاحسن صنعه واحكم تدبيره وما اودع في هذا الكون من بديع الصنع واحكام التنسيق «ان الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ذلكم الله فانى تؤفكون» «فالق الاصباح وجعل الله سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم» «ألم نجعل الارض مهادا والجبال اوتادا. وخلقناكم ازواجا. وجعلنا نومكم سباتا. وجعلنا الليل لباسا. والنهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا. وجعلنا سراجا وهاجا. وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج منه حبا ونباتا وجنات الفافا» «وفي الارض قطع متجاورات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ان في ذلك لايات لقوم يعقلون» الى امثال ذلك من الايات.
اجل : امر بالنظر ثم بعد النظر والتفكير في صنع القادر الحكيم الايمان بالله الواحد الاحد ليخلص الانسان من رق تقليد الاباء وقد نعى على الانسان الركود والرجوع الى الاباء والاجداد في كثير من الايات.
وكتاب الله سبحانه الذي شق طريقه الى قلوب الظمأى الى عدالة الحق لم يتبدل ولم يصبه تحريف. وانما انحرفت نفوس قامت على انفاذ شريعته ونصوصه متأثرة بعوامل هدامة في المبدأ والمنتهى وما زالت تعيش بين المسلمين وبمد حبائلها وشباكها الى القلوب والضمائر فتجرفها عاصبة عيونها بعصابة من التعصب المقيت.