أقول : هذا الموصوف بهذه الصفات وغيرها ممّا هو أعظم منها ، تضمّنها الحديث المذكور وغيره ، كيف يتصوّر أن يجهل فعل نفسه في الحال ؟ وكيف يحتاج إلى علم غيره ؟ وكيف يعني بالجواب ، ويتحيّر عن الصواب ، ويقع في الخطأ والزلل والعثار (١) ، كما تضمّنه حديث ذي الشمالين على قول من حمله على ظاهره ؟
التاسع :
ما رواه الصدوق في كتاب العلل في باب العلّة التي من أجلها صارت الإمامة في ولد الحسين دون الحسن عليهم السلام.
عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّادبن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن الفضيل (٢) ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله [ لأمير المؤمنين عليه السلام ] (٣) : اُكتب ما أملي عليك (٤).
قال عليه السلام : يا نبيّ الله ، أو تخاف عليّ النسيان ؟
فقال صلّى الله عليه وآله : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله
__________________
ورواه الصدوق في كمال الدين : ١٧٥ ح ٣١ ، ومعاني الأخبار : ٩٨ ح ٢ ، والأمالي : ٥٣٦ ح ١ ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام ١ : ٢١٦ ح ١.
وأورده في الاحتجاج : ٤٣٣ عن القاسم بن مسلم.
وأخرجه في بحار الأنوار ٢٥ : ١٢٠ ـ ١٢٩ ح ٤ عن جميع المصادر أعلاه.
(١) في « ب ، ج » : العناد.
(٢) كذا في النسخ ، وفي المصدر : أبي الطفيل.
(٣) من المصدر.
(٤) في هامش ج : يعني أمير المؤمنين عليه السلام.