واما زينب فانها لما رات راس الحسين (ع) اهوت الى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرح الكبد ويوهى الجلد يا حسيناه يا حبيب جده الرسول ويا ثمرة فؤاد الزهراء البتول يا ابن بنت المصطفى يا ابن مكة ومنى يا ابن علي المرتضى فضج المجلس (١) بالبكاء ويزيد ساكت وهو بذاك شامت.
ثم دعا بقضيب [خيزران] (٢) ينكت [به] (٣) ثنايا الحسين فاقبل عليه أبو برزة الاسلمي وقال ويحك اتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة اشهد لقد رايت النبي صلى الله عليه وآله يرشف ثناياه وثنايا اخيه.
ويقول انتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه واعد له جهنم وساءت مصيرا فغضب يزيد وأمر باخراجه سحبا (٤).
وروي ان الحسن بن الحسن لما رآه يضرب بالقضيب موضع فم رسول الله قال واذلاه :
سمية امسى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل (٥) |
وكان قد دخل أهل الشام يهنونه بالفتح.
فقام منهم احمر ازرق فنظر الى فاطمة بنت الحسين وكانت وضيئة فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فقالت فاطمة لعمتها يا عمتاه أو تمت
__________________
١ ـ في النسخة الحجرية : المسجد وفي خ : المجلس.
٢ و ٣ ـ من النسخة الحجرية.
٤ ـ عنه في البحار : ٤٥ / ١٣٢ وعن اللهوف : ٧٥ ، وعن ارشاد المفيد : ٢٧٦.
٥ ـ عنه في نفس المهموم : ٤٣٨.