ولما رجع صحب آل الرسول من السفر بعد طول الغيبة وعدم الظفر لفقد حملاة الكتاب وحماة الاصحاب وقد خلفوا للسبط مفترشا للتراب بعيدا من الاحباب بقفرة بهماء وتنوفة شوهاء لا سمير لمناجيها ولا سفير لمفاجيها واعينهم باكية ليتم البقية الزاكية فاسفت إلا اكون رائد اقدامهم ورافد خدى لموطئ اقدامهم :
وقلت هذه الابيات بلسان قالى ولسان حالهم :
ولما وردنا ماء يثرب بعدما |
|
اسلنا على السبط الشهيد المدامعا |
ومدت لما نلقاه من الم الجوى |
|
رقاب المطايا واستكانت خواضعا |
وجرع كاس الموت بالطف انفسا |
|
كراما وكانت للرسول ودايعا |
وبدل سعد الشم من آل هاشم |
|
بنحس فكانوا كالبدور طوالعا |
وقفنا على الاطلال نندب اهلها |
|
اسى وتبكى (١) الخاليات البلاقعا |
فلما وصل (٢) زين العابدين (ع) الى المدينة نزل وضرب فسطاطه وانزل نساءه وارسل بشير بن حذلم لاشعار أهل المدينة بايابه مع اهله واصحابه فدخل وقال :
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها |
|
قتل الحسين فادمعى مدرار |
الجسم منه بكربلاء مضرج |
|
والراس منه على القناة تدار |
ثم قال هذا علي بن الحسين عليهما السلام قد نزل بساحتكم [وحل] (٣) بفنائكم (٤) وانا رسوله اعرفكم مكانه فلم يبق في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزت وهن بين باكية ونائحة ولاطمة فلم ير يوم أمر على أهل المدينة منه وخرج الناس الى
__________________
١ ـ في النسخة الحجرية : خ ل «نبكي».
٢ ـ ف النسخة الحجرية : وصلنا ، وفي خ ل «وصل».
٣ ـ ليس في النسخة الحجرية.
٤ ـ في نسختي الاصل : بقوتكم.