وروى عن سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال كنت عند النبي (ص) وعلى فخذه الايمن الحسين وعلى فخذه الايسر ولده إبراهيم بن مارية بنت شمعون القبطية تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا إذ هبط إليه جبرئيل بوحى من رب العالمين.
فلما سرى عنه روعة الوحى قال أتانى جبرئيل (ع) من ربي فقال يا محمد ان الله يقرء عليك السلام ويقول لست اجمعهما لك قال فافدى احدهما بصاحبه.
فنظر النبي الى إبراهيم فبكى ونظر الى الحسين فبكى.
ثم قال ان إبراهيم امه امة ومتى مات لم يحزن عليه غيرى وام الحسين فاطمة وابوه علي ابن عمي ولحمي ودمي ومتى مات حزنت عليه ابنتى وحزن ابن عمى وحزنت انا عليه وانا اؤثر حزني على حزنهما فقلت يا جبرئيل يقبض ابراهيم فقد فديته للحسين به فقبض بعد ثلاث.
فكان صلى الله عليه وآله إذا راى الحسين مقبلا قبله وضمه الى صدره ورشف ثناياه وقال فديت من فديته بابنى ابراهيم (١).
ونقلت من اخبار تاريخ البلاذري حدث محمد بن يزيد المبرد النحوي في اسناد ذكره قال انصرف النبي (ص) الى منزل فاطمة فرآها قائمة خلف بابها فقال ما بال حبيبتي هاهنا فقالت ابناك خرجا غدوة وقد غبى علي خبرهما فمضى رسول الله (ص) يقفو آثارهما حتى صار الى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية مطوقة رأسهما فاخذ حجرا واهوى إليها فقالت السلام عليك يا رسول الله والله ما نمت عند رأسهما إلا حراسة لهما فدعا لها بخير ثم حمل الحسن على كتفه اليمنى والحسين على كتفه اليسرى فنزل جبرئيل فاخذ وحمله فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول الحسن حملني خير اهل الأرض ويقول الحسين حملني خير أهل السماء.
__________________
١ ـ أخرجه في البحار : ٢٢ / ١٥٣ ح ٧ عن المناقب لابن شهرآشوب : ٣ / ٢٣٤ ، والطرائف ص ٢٠٢ ح ٢٨٩ ، وفي البحار : ٤٣ / ٣٦١ ح ٢ عن المناقب ، وأخرجه في مدينة المعاجز : ٢٥٩.