ورويت ان الحسين دخل [على] (١) اخيه الحسن سلام الله عليهما فلما نظر إليه بكى فقال ما يبكيك يا ابا عبد الله فقال ابكي لما يصنع بك فقال له الحسن ان الذي يؤتي الى سم فاقتل به ولكن لا يوم كيومك يزدلف اليك ثلاثون الف رجل يدعون انهم من امة جدنا فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمك وسبى ذراريك ونسائك وانتهاك ثقلك فعندها تحل ببنى امية اللعنة وتمطر السماء دما ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار (٢).
وكان الناس يتذاكرون [مقتل] (٣) الحسين (ع) ويستعظمونه ويرتقبونه.
فلما مات معاوية بن أبي سفيان (لع) في النصف من رجب سنة ستين من الهجرة (٤) واستخلف ولده يزيد (لع) فبايع الناس على بيعة عامله بالمدينة وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان واتاه بموته مولى معاوية يقال له «ابن أبي زريق».
وكتب يزيد [في اول شعبان] (٥) الى الوليد يأمره باخذ البيعة على اهلها وخاصة على الحسين ويقول ان امتنع عليك فاضرب عنقه وابعث برأسه الي فاحضره لمروان بن الحكم واخذ رأيه فاشار باحضار الحسين وعبد الله ابن الزبير وعبد الله بن مطيع وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر واخذ بيعتهم فان اجابوا وإلا فاضرب اعناقهم فقال الوليد ليتنى لم اك شيئا مذكورا (٦) لقد امرتني بامر عظيم وما كنت لافعل
ثم بعث الوليد إليهم فلما حضر رسوله قال الحسين للجماعة اظن ان طاغيتهم
__________________
١ ـ من النسخة الحجرية.
٢ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ٢١٨ ح ٤٤ عن امالي الصدوق : ١٠١ ح ٣ ، وأورده في مدينة المعاجز : ٢٢٨.
٣ ـ من النسخة الحجرية.
٤ ـ أخرج ذيله في البحار : ٤٤ / ٣٢٤ عن ارشاد المفيد ص ٢٢٠ ، ونحوه في اللهوف ص ١٠.
٥ ـ أثبتناه من النسخة الحجرية.
٦ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٤ / ٣٢٤ عن اللهوف ص ١٠.