هلال بن نافع الجملي وعمرو بن خالد فسألهم عن خبر الناس فقالوا أما والله الشرف (١) فقد استمالهم ابن زياد بالاموال فهم عليك وأما سائر الناس فافئدتهم لك وسيوفهم مشهورة عليك.
قال فلكم علم برسولي قيس بن مسهر قالوا نعم قتله ابن زياد فاسترجع واستعبر باكيا وقال جعل الله له الجنة ثوابا اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريما انك على كل شئ قدير (٢).
قال عتبه بن أبي العبران ثم قام الحسين (ع) خطيبا بذى حسم اسم موضع وقال انه قد نزل بنا من الامر ما ترون وان الدنيا قد تحيزت وتنكرت وادبر معروفها واستمرت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فانى لا ارى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما (٣).
ثم سار (ع) حتى وصل الثعلبية نصف النهار فرقد واستيقظ فقال قد رايت هاتفا يقول انتم تسرعون والمنايا تسرع بكم الى الجنة.
فقال له ابنه علي يا ابه افلسنا على الحق قال بلى يا بني والذي إليه مرجع العباد فقال اذن لا نبالي بالموت (٤).
ورويت ان عبد الملك بن عمير قال كتب عمرو بن سعيد وهو والى المدينة بامر الحسين (ع) الى يزيد فلما قرا الكتاب تمثل بهذا البيت :
__________________
١ ـ في النسخة النجفية : الاشرف ، والشرف محركة جمع شريف والمراد هنا : أعيان أهل الكوفة.
٢ ـ البحار : ٤٤ / ٣٧٤ ذيله عن اللهوف ص ٣٢.
٣ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٤ / ١٩٢ عن حلية الاولياء : ٢ / ٣٩.
٤ ـ أخرجه في اللهوف : ص ٢٩ مع اختلاف يسير.