فإن لا تزر قبر (١) العدو وتاته |
|
يزرك عدو أو يلومنك كاشح (٢) |
ولما ورد خبر مسلم وهاني ارتج الموضع بالنوح والعويل وسالت العزوب بالدموع الهمول (٣).
ونقلت من كتاب احداق العيون في اعلاق الفنون انه قال هذه الابيات وتروى لعلي (ع) :
لئن (٤) كانت الدنيا تعد نفيسة |
|
فإن ثواب الله اعلى وانبل |
وان (٥) كانت الابدان للقتل (٦) انشئت |
|
فموت الفتى في الله اولى وافضل (٧) |
وان كانت الارزاق قسما مقدرا |
|
فقلة حرص المرء في الكسب اجمل |
وان كانت الاموال للترك جمعها |
|
فما بال متروك به المرء (٨) يبخل (٩) |
ثم اراد عليه السلام الرجوع حزنا وجزعا لفقد احبته والمضى الى بلدته ثم ثاب إليه رأيه الاول وقال على ما كنت عليه المعول وقال متمثلا :
سامضى وما بالموت عار على الفتى |
|
إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما |
وواسى الرجال الصالحين بنفسه |
|
وفارق مثبورا وخالف مجرما |
فإن مت لم اندم وان عشت لم الم |
|
كفى بك موتا ان تذل وترغما (١٠) |
__________________
١ ـ في النسخة الحجرية خ : (أرض).
٢ ـ في النسخة الحجرية خ : [وكاشح : أي كشح له بالعداوة : أضمرها له].
٣ ـ أورد نحوه في اللهوف : ص ٣٠.
٤ ـ في النسخة الحجرية خ ل : (فان).
٥ ـ في النسخة الحجرية خ ل : (تكن).
٦ ـ في النسخة الحجرية خ ل : (للموت).
٧ ـ في النسخة الحجرية خ ل : (فقتل امريء بالسيف في الله أفضل).
٨ ـ في النسخة الحجرية خ ل : (الحر).
٩ ـ أخرجه في البحار : ٤٤ / ٣٧٤ عن اللهوف : ص ٣١.
١٠ ـ اخرج ذيله في البحار : ٤٤ / ١٩٢ عن المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٢٤٤.