فقرأ الكتاب (١).
واخذ حسينا بالنزول فسأله عليه السلام عن الأرض قيل كربلاء فقال ارض كرب وبلاء وكان اليوم الثاني من المحرم فقال انزلوا ها هنا محط ركابنا وسفك دمائناك فنزلوا واقاموا بها وجلس الحسين (ع) يصلح سيفه ويقول :
يا دهر اف لك من خليل |
|
كم لك بالاشراق والاصيل |
من طالب وصاحب قتيل |
|
والدهر لا يقنع بالبديل |
وكل حى سالك سبيل |
|
ما اقرب الوعد من الرحيل |
وإنما الامر الى الجليل
فلما سمعت زينب ايراده للابيات وان قولهم هذا يدل على رميهم بسهم الشتات فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ذيلها وانها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت هذا كلام من ايقن بالقتل واثكلاه ليت الموت اعدمني الحياة اليوم ماتت امى فاطمة وأبي علي واخى الحسن يا خليفة الماضين وثمال (٢) الباقين.
فقال عليه السلام يا اختاه لا يذهبن حلمك الشيطان تعزي بعزاء الله فإن أهل السموات والأرض يموتون وكل شئ هالك إلا وجهه أبي خير مني واخى خير مني ولكل مسلم برسول الله صلى الله عليه واله اسوة ولطم النساء الخدود وشققن الجيوب (٣) فترقرقت عيناه بالدموع وقال لو ترك القطا (لغفا ونام) (٤) ليلا لنام (٥).
__________________
١ ـ أخرجه في البحار : ٤٤ / ٣٨٠ عن ارشاد المفيد ص ٢٥٢.
٢ ـ غياث ، رجاه.
٣ ـ الجيوب : مدخل الرأس من القميص وشبهه.
٤ ـ أثبتناه من الاصل وهو اشتباه، وعدمه أصح ، راجع مجمع الامثال : ٢ / ١٧٤.
٥ ـ البحار : ٤٥ / ١ ، عن ارشاد المفيد ص ٢٥٩.